(١٤) ونابغة الجعديّ بالرّمل بيته |
|
عليه تراب من صفيح موضّع |
أخرج الألف واللام وجعله كواسط ، وأمّا قولهم قباء وحراء فقد اختلفت العرب فيهما فمنهم من يذكر ويصرف وذلك أنهم جعلوهما اسمين لمكانين كما جعلوا واسطا بلدا أو مكانا ومنهم من أنّث ولم يصرف وجعلهما اسمين لبقعتين من الارض ، قال (جرير) : [وافر]
(١٥) ستعلم أيّنا خير قديما |
|
وأعظمنا ببطن حراء نارا |
وكذلك أضاخ فهذا أنّث وقال غيره فذكّر ، وقال العجّاج : [رجز]
(١٦) * وربّ وجه من حراء منحن*
وسألت الخليل فقلت أرأيت من قال هذه قباء يا هذا كيف ينبغي له أن يقول اذا سمّى به رجلا قال يصرفه وغير الصرف خطأ لأنه ليس بمؤنّث معروف في الكلام ولكنه مشتقّ كجلّاس وليس شيئا قد غلب عندهم عليه التأنيث كسعاد وزينب ولكنه مشتقّ يحتمله المذكّر ولا ينصرف في المؤنّث كهجر وواسط ، ألا ترى أن العرب قد كفتك ذلك لمّا جعلوا واسطا للمذكّر صرفوه ، فلو علموا أنه شيء للمؤنّث كعناق لم يصرفوه ، أو كان اسما غلب عليه التأنيث لم يصرفوه ولكنه اسم كغراب ينصرف في المذكّر ولا ينصرف في المؤنث ، فاذا سمّيت به الرجل فهو بمنزلة المكان ، قلت فان سمّيته بلسان في لغة من قال هي اللسان قال لا أصرفه من قبل أن اللّسان قد استقرّ عندهم حينئذ أنه بمنزلة عناق
__________________
(١٤) الشاهد فيه وضع نابغة اسما علما لم يقصد به قصد الصفة الغالبة فتلزمه الالف واللام ، وانما قصد به قصد الأعلام المختصة نحو زيد وعمرو فلم تدخله الالف واللام كما لا تدخل زيد او نحوه من الاعلام * يصف موت النابغة ودفنه بالرمل ووضع التراب والصفيح عليه والصفيح الحجارة العريضة ، ويروى عليه صفيح من تراب وجندل.
(١٥) الشاهد في ترك صرف حراء حملا على معنى البقعة ولو أمكنه الصرف وحمله على المكان لجاز ، وحراء جبل بقرب مكة وكثيرا ما يسير الحاج اليه تعبدا ، ويوقدون به النيران لاطعام المساكين.
(١٦) الشاهد فيه صرف حراء حملا على المكان ولو حمله على معنى البقعة ولم يصرف لجاز ، والوجه الناحية.