يلقم وهذه الأضرب تكون فيما لا يتعدّاك ، وذلك نحو جلس يجلس وقعد يقعد وركن يركن ولما لا يتعدّاك ضرب رابع لا يشركه فيه ما يتعدّاك ، وذلك فعل يفعل نحو كرم يكرم وليس في الكلام فعلته متعدّيا ، فضروب الأفعال أربعة يجتمع في ثلاثة ما يتعدّاك وما لا يتعدّاك ويبين بالرابع ما لا يتعدّى وهو فعل يفعل ، وليفعل ثلاثة أبنية يشترك فيها ما يتعدّى وما لا يتعدّى يفعل ويفعل ويفعل نحو يضرب ويقتل ويلقم ، وفعل على ثلاثة أبنية وذلك فعل وفعل وفعل نحو قتل ولزم ومكث فالأولان مشترك فيهما المتعدّي وغيره والآخر لما لا يتعدّى كما جعلته لما لا يتعدّى حيث وقع رابعا ، وقد بنوا فعل على يفعل في أحرف كما قالوا فعل يفعل فلزموا الضّمة فكذلك فعلوا بالكسرة فشبّه به ، وذلك حسب يحسب ويئس ييئس ويبس ييبس ونعم ينعم سمعنا من العرب من يقول :
(٢٠٩) ـ * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي*
وقال :
(٢١٠) ـ واعوجّ غصنك من لحو ومن قدم |
|
لا ينعم الغصن حتى ينعم الورق |
وقال الفرزدق :
(٢١١) ـ وكوم تنعم الأضياف عينا |
|
وتصبح في مباركها ثقالا |
__________________
(٢٠٩) الشاهد فيه بناء المستقبل من نعم على ينعم بالكسر والأصل في فعل أن يبني مستقبله على يفعل بالفتح الا أن هذا جاء نادرا ومثله حسب يحسب ، ويئس ييئس ، ويبس ييبس ، والفتح فيها كلها على الأصل جائز ، والمعنى من خلا عصر نعيمه وصلاح حاله فكيف ينعم وصدر البيت * ألا عم صباحا أيها الطلل البالي * ويروى وهل يعمن ، ومعناه ينعمن يقال وعم يعم في معنى نعم ينعم ويقال عصر وعصر.
(٢١٠) الشاهد فيه قوله ينعم بالكسر كما تقدم واللحو لحاء الغصن وهو قشره واذا فعل به ذلك ذبل واعوج فضرب ذلك مثلا لذهاب نضرة الشباب وتغير الجسم للكبر.
(٢١١) الشاهد في قوله تنعم بالكسر كما تقدم * وصف إبلا لا ينحر منها للضيف فهي تنعم به عينا لأمنها منه ولا تثور من مباركها مخافة أن تنحر له والكوم جمع كوماء وهي العظيمة السنام والذكر الاكوم وأراد تنعم بالأضياف فحذف الجار وأصل الفعل فنصب.