إلا نفس مسلمة والعين عين القوم وهو ربيئتهم كما كان الحائض في الأصل صفة لشىء وان لم يستعملوه كما أن أبرق في الأصل عندهم وصف وأبطح وأجرع وأجدل فيمن ترك الصرف وان لم يستعملوه وأجروه مجرى الأسماء ، وكذلك جنوب وشمال وحرور وسموم وقبول ودبور اذا سمّيت رجلا بشىء منها صرفته لأنها صفات في أكثر كلام العرب ، سمعناهم يقولون هذه ريح حرور وهذه ريح شمال وهذه الريح الجنوب وهذه ريح سموم وهذه ريح جنوب سمعنا ذلك من فصحاء العرب لا يعرفون غيره ، قال الاعشى : [متقارب]
(٩) لها زجل كحفيف الحصا |
|
د صادف بالليل ريحا دبورا |
ويجعل اسما وذلك قليل قال الشاعر : [كامل]
(١٠) حالت وحيل بها وغير آيها |
|
صرف البلى تجري به الرّيحان |
ريح الجنوب مع الشّمال وتارة |
|
رهم الرّبيع وصائب التّهتان |
فمن جعلها أسماء لم يصرف شيئا منها اسم رجل وصارت بمنزلة الصّعود والهبوط والحرور
__________________
(٩) الشاهد في جعله الدبور وصفا للريح فعلى هذا اذا سمى به مذكرا انصرف في المعرفة والنكرة لأنه صفة مذكرة وصف بها مؤنث كطاهر وحائض ، ومن جعل الدبور اسما للريح ولم يصفها به وسمى به مذكرا لم يصرف لأنه بمنزلة عقرب وعناق ونحوهما من أسماء المؤنث * وصف كتيبة يسمع للدروع فيها زجل كزجل ما استحصد من الزرع اذا مرت عليه الريح ، وقال بالليل لأن الرياح فيه أبردو أشد وجعلها دبور الأنها أشد الرياح هبوبا عندهم ، والزجل صوت فيه كالبحح ، والحفيف صوت الريح في اليبس.
(١٠) الشاهد في اضافة الريح الى الجنوب للتخصيص لأن الريح تكون جنوبا وغير جنوب ، فأضافها الى نوعها للتبيين ودل بالاضافة اليها على أنها اسم لأن الشيء لا يضاف الى صفته ويضاف الى اسمه تأكيدا للاختصاص * وصف دارا تغيرت لاختلاف الرياح عليها وتعاقب الأمطار فيها ، ومعنى حالت أتى عليها حول مذخلت يقال حال وأحال بمعنى ، وقوله وحيل بها أي أحيلت عما كانت عليه والباء معاقبة للهمزة وآيها علاماتها ، والرهم الأمطار اللينة واحدتها رهمة ، والتهتان الغزير من المطر.