[باب ما هو اسم يقع على الجميع لم يكسّر عليه]
«واحده ولكنه بمنزلة قوم ونفر وذود إلّا أن لفظه من لفظ واحده»
وذلك قولك ركب وسفر فالرّكب لم يكسر عليه راكب ألا ترى أنك تقول في التحقير ركيب وسفير فلو كان كسّر عليه الواحد ردّ اليه فليس فعل ممّا يكسّر عليه الواحد للجمع ومثل ذلك طائر وطير وصاحب وصحب ، وزعم الخليل أن مثل ذلك الكمأة ، وكذلك الجبأة ولم يكسر عليه كمؤ تقول كميئة فانمّا هي بمنزلة صحبة وظؤرة وتقديرها ظعرة ولم يكسّر عليها واحد كما أن السّفر لم يكسّر عليه المسافر وكما أن القوم لم يكسّر عليه واحد ، ومثل ذلك أديم وأدم والدليل على ذلك أنك تقول هو الا دم وهذا أديم ونظيره أفيق وأفق وعمود وعمد ، وقال يونس يقولون هو العمد ، ومثل حلقة وحلق وفلكة وفلك فلو كانت كسّرت على حلقة كما كسّروا ظلمة على ظلم لم يذكّروه فليس فعل ممّا يكسّر عليه فعلة ، ومثله فيما حدّثنا أبو الخطّاب نشفه ونشف وهو الحجر الذي يتدلّك به ، ومثل ذلك الجامل والباقر لم يكسّر عليهما جمل ولا بقرة ، والدليل عليه التذكير والتحقير وأن فاعلا لا يكسّر عليه شيء فبهذا استدلّ على هذه الأشياء وهذا النحو في كلامهم كثير ، ومثل ذلك في كلامهم أخ واخوة وسرىّ وسراة ويدلّك على هذا قولهم سروات فلو كانت بمنزلة فسقة أو قضاة لم تجمع ، ومع هذا أن نظير فسقة من بنات الياء والواو يجيء مضموما ، وقد قالوا فاره وفرهة مثل صاحب وصحبة كما أن راكب وركب بمنزلة صاحب وصحب ، ومثل ذلك غائب وغيب وخادم وخدم فانما الخدم هيهنا كالأدم ، ومثل هذا إهاب وأهب ، ومثله ماعز ومعز وضائن وضأن وعازب وعزيب وغاز وغزىّ أجرى مجرى القاطن والقّطين ، وكذلك التّجر والشّرب ، قال امرؤ القيس : (طويل)
(٢٠٤) ـ سريت بهم حتّى تكلّ غزيّهم |
|
وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان |
__________________
(٢٠٤) الشاهد في قوله غزيهم وهو اسم واحد يؤدي عن جمع غاز لأن فعيلا ليس مما يكسر عليه الواحد الا على طريق الشذوذ نحو العبيد والكليب ولا يكاد يقع مع قلته ـ