القياس ، قال هميان بن قحافة : * ظهراهما مثل ظهور التّرسين * (١)
وقال الفرزدق : هما نفثا في فيّ من فمويهما * على النابح العاوي أشدّ رجام (٢) وقال أيضا : (٢٠٣) بما في فؤادينا من الشّوق والهوى * فيجبر منهاض الفؤاد المشعّف
واعلم أن من قال أقاويل وأباييت في أبيات وأناييب في أنياب لا يقول أقوالان ولا أبياتان قلت فلم ذلك ، قال لأنك لا تريد بقولك هذه أنعام وهذه أبيات وهذه بيوت ما تريد بقولك هذا رجل وأنت تريد هذا رجل واحد ولكنك تريد الجمع ، وانما قلت أقاويل فبنيت هذا البناء حين أردت أن تكثّر وتبالغ في ذلك كما تقول قطّعه وكسّره حين تكثّر عمله ، ولو قلت قطعه جاز واكتفيت به وكذلك تقول بيوت فتجتزىء به وكذلك الحلم والبسر والتّمر الا أن تقول عقلان وبسران وتمران أي ضربان مختلفان ، وقالوا إبلان لأنه اسم لم يكسّر عليه ، وانما يريدون قطيعين وذلك يعنون ، وقالوا لقاحان سوداوان جعلوهما بمنزلة ذا ، وانما تسمع ذا الضرب ثم تأتي بالعلة والنظائر وذلك لأنهم يقولون لقاح واحدة كقولك قطعة واحدة وهو في إبل أقوى لأنه لم يكسّر عليه شيء ، وسألت الخليل عن ثلاثة كلاب فقال يجوز في الشعر شبّهوه بثلاثة قرود ونحوها ، ويكون ثلاثة كلاب على غير وجه ثلاثة أكلب ، ولكن على قوله ثلاثة من الكلاب كانك قلت ثلاثة عبدي الله ، وان نوّنت قلت ثلاثة كلاب على معنى كانك قلت ثلاثة ثم قلت كلاب ، قال الراجز لبعض السّعديّين :
كأنّ خصييه من التّدلدل |
|
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل (١) |
وقال :
قد جعلت ميّ على الطّرار |
|
خمس بنان قانيء الأظفار (٢) |
__________________
(٢٠٣) الشاهد في قوله فؤادينا جاء به مثنى على الأصل والمستعمل المطرد فيما كان من هذا النحو أن يخرج مثناه الى لفظ الجمع كما قال جل وعز (فقد صغت قلوبكما) والمنهاض الذي انكسر بعد الجبر وهو اشد الكسر ولا يكاد يندمل ويروى منهاض الفؤاد المشعف وهو الذي شعفه الحب وهذه الرواية أصح لأنها من قصيدة فائية له مشهورة وهو من نعت المنهاض
(١) تقدم شرحه وتفسيره في ج ١ ص ٢٨١ رقم ٣٥٧
(٢) تقدم شرحها وتفسيرها في ص ٩٥ رقم ٩٩ ، وص ٢٠٦ رقم ١٨٠١٨١