جمالات بمنزلة ما ذكرنا من المؤنّث نحو أرضات وعيرات ، وكذلك الطّرق والبيوت
واعلم أنه ليس كلّ جمع يجمع كما أنه ليس كلّ مصدر يجمع كالأشغال والعقول والحلوم والألباب ألا ترى أنك لا تجمع الفكر والعلم والنّظر كما أنهم لا يجمعون كلّ اسم يقع على الجميع نحو التّمر وقالوا التّمران ولم يقولوا أبرار ويقولون مصران ومصارين كأبيات وأبابيت وبيوت وبيوتات ، ومن ذا الباب أيضا قولهم أسورة وأساورة ، وقالوا عوذ وعوذات كما قالوا جزرات قال الشاعر :
(٢٠١) ـ لها بحقيل فالثّميرة موضع |
|
ترى الوحش عوذات به ومتاليا |
وقالوا دورات كما قالوا عوذات ، وقالوا حشّان وحشاشين مثل مصران ومصارين ، وقال :
(٢٠٢) ـ ترعى أناض من جزيز الحمض
جمع الأنضاء وهو جمع نضو.
__________________
(٢٠١) الشاهد في جمعه عوذا وهو جمع عائذ بالألف والتاء للتكثير ونظيره البيوتات والطرقات وهو غريب في جمع الجمع لأن حقه أن يكون داخلا على ما يبنى من الجمع لأقل العدد تشبيها بالواحد لقربه منه في القلة كأفعل وافعال ونحوهما كما قال أوطب وأواطب وانعام واناعيم وهو في هذا النحو كثير * وصف منزلا خلا من أهله فصار مألفا للوحوش والعوذات الحديثات الوضع التي تعوذ بها أولادها فتقيم عليها لصغرها ، والمتالي التي تتلوها أولادها وتسايرها لاشتدادها وقوتها متلية وأصل العوذ والمتالى في الابل فاستعارهما للوحش ، وحقيل ، والثميرة موضعان ، ويروى النميرة بالنون. واحدتها
(٢٠٢) الشاهد في جمعه انضاء وهي جمع نضو على أناض لتكثير الجمع كما تقدم والنضو الدقيق الهزيل وأراد به جمع مادق من النبت ولطف والجزيز ماجز وقطع والحمض ما ملح من النبات والخلة ما حلا منه ، ويروى أناص بالصاد غير معجمة وهو جمع أنصاء وأنصاء جمع نصى وهو ضرب من النبات ونظير نصى وانصاء شريف واشراف ويتيم وايتام وهو جمع غريب ، والرواية الأولى أصح لأن النصي ليس من الحمض انما هو من الخلة وسكن الياء من أناص في حال النصب ضرورة ، وقد تقدمت العلة في ذلك.