وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فهو كفعل وفعل وهو أقلّ في الكلام منهما وذلك قولك عجز وأعجاز ، وعضد وأعضاد وقد بنى على فعال قالوا رجل ورجال وسبع وسباع جاؤا به على فعال كما جاؤا بالضلع على فعول ، وفعال وفعول أختان وجعلوا أمثلته على بناء لم يكسّر عليه واحده ، وذلك قولهم ثلاثة رجلة واستغنوا بها عن أرجال.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فهو بمنزلة الفعل لأنه قليل مثله وهو قولك عنق وأعناق وطنب وأطناب وأذن وآذان.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فان العرب تكسّره على فعلان وإن أرادوا أدنى العدد لم يجاوزوه واستغنوا به بأفعل وأفعال فيما ذكرنا فلم يجاوزوه في القليل والكثير وذلك قولك صرد وصردان ونغر ونغران وجعل وجعلان وخزن وخزّان وقد أجرت العرب شيئا منه مجرى فعل وهو قولهم ربع وأرباع ورطب وأرطاب كقولك جمل وأجمال.
وقد جاء من الأسماء اسم واحد على فعل لم نجد مثله وهو إبل وقالوا آبال كما قالوا أكتاف ، فهذه حال ما كان على ثلاثة أحرف وتحرّكت حروفه جمع ، وقال الراجز :
(١٨٤) ـ * فيها عياييل أسود ونمر*
ففعل به ما فعل بالأسد حين قال أسد.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فانه اذا كسّر على ما يكون لأدنى العدد كسّر على أفعال ، ويجاوزون به بناء أدنى العدد فيكسّر على فعول وفعال والفعول فيه أكثر فمن ذلك قولهم حمل وأحمال وحمول ، وعدل وأعدال وعدول ، وجذع وأجذاع وجذوع ، وعرق وأعراق وعروق ، وعذق وأعذاق وعذوق ، وأمّا
__________________
(١٨٤) الشاهد فيه جمع نمر على نمر كما جمع أسد على أسد لانهما متساويان في عدد الحروف وتحركها جمع وحرك الميم بالضم اتباعا للنون في الوقف * وصف فلاة كثيرة السباع ، والعياييل جمع عيال وهو الذي يتمايل في مشيته لعبا أو تبخترا يقال عال في مشيته يعيل اذا تبختر ، والأسود بدل من العياييل وتبيين لها.