سالتاني الطّلاق أن رأتاني |
|
قلّ مالى قد جئتماني بنكر (١) |
فهؤلاء ليس من لغتهم سلت ولا يسال ، وبلغنا أنّ سلت تسال لغة ، وقال عبد الرحمن بن حسّان :
(١٧٢) ـ وكنت أذلّ من وتد بقاع |
|
يشجّج رأسه بالفهر واجى |
يريد الواجىء ، وقالوا نبيّ وبريّة فألزمها أهل التحقيق البدل وليس كلّ شيء نحوهما يفعل به ذا انما يؤخذ بالسمع ، وقد بلغنا أن قوما من أهل الحجاز من أهل التحقيق يحقّقون نبىء وبريئة وذلك قليل رديء فالبدل هيهنا كالبدل في منساة وليس بدل التخفيف وان كان اللفظ واحدا.
وأعلم أن العرب منها من يقول في أو أنت أوّنت يبدل ، ويقول أنا أرمىّ باك وأبوّ يّوب يريد أبا أيّوب وغلاميّ بيك وكذلك المنفصلة كلّها اذا كانت الهمزة مفتوحة ، وان كانت في كلمة واحده نحو سوأة وموألة حذفوا فقالوا سوة ومولة ، وقالوا في حوأب حوب لأنه بمنزلة ما هو من نفس الحرف وقد قال بعض هؤلاء سوّة وضوّ شبهّوه بأوّنت ، فان خفّفت أحلبنى إبلك في قولهم وأبو أمّك لم تثقّل الواو كراهية لاجتماع الواوات والياآت والكسرات تقول أحلبنى بلك وأبومّك وكذلك أرمى مّك وادعو بلكم يخفّفون هذا حيث كان الكسر والياآت مع الضمّ والواوات مع الكسر والفتح أخفّ عليهم في الياآت والواوات فمن ثمّ فعلوا ذلك ومن قال سوّة قال مسوّ وسىّ وهؤلاء يقولون أنا ذونسه حذفوا الهمزة ولم يجعلوها همزة تحذف وهي مما تثبت ، وبعض هؤلاء يقولون يريد أن يجيك ويسوك وهو يجيك و
__________________
(١) القول فيه كالقول في الذي قبله وقد تقدم بتفسيره.
(١٧٢) الشاهد فيه بدل الياء من همزة واجيء ضرورة والواجىء من وجأت الوتد اذا ضربت رأسه ليرسب تحت الارض والتشجيج ضرب رأسه ومنه الشجة في الرأس * يقول هذا لعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي ، وكانت بينهما مهاجاة أي لو لا مكانك عن الخلفاء لعلوتك وأذللتك بالهجاء ، والفهر الحجر ملء الكف وجعل الوتد بقاع مبالغة في الوصف بالذل.