أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع صفة ، كأنك قلت أولى أجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وتصديق قول أبي عمرو قول ساعدة بن جؤيّة : [طويل]
(٦) وعاودنى ديني فبتّ كأنّما |
|
خلال ضلوع الصدر شرع ممدّد |
ثم قال ولكنّما أهلي بواد أنيسه |
|
ذئاب تبغّى الناس مثنى وموحد |
فاذا حقّرت ثناء وأحاد صرفته كما صرفت أخيرا وعميرا تصغير عمر وأخر اذا كان اسم رجل لأن هذا ليس هنا من البناء الذي يخالف به الأصل ، فان قلت ما بال قال صرف اسم رجل وقيل التي هي فعل ، وهما محدودتان عن البناء الذي هو الأصل ، فليس يدخل هذا على أحد في هذا القول من قبل أنك خفّفت فعل وفعل نفسه كما خفّفت الحركة من علم ، وذلك من لغة بنى تميم فتقول علم كما حذفت الهمزة من يرى ونحوها فلمّا خفّت وجاءت على مثال ما هو في الأسماء صرفت ، وأمّا عمر فليس محذوفا من عامر كما أنّ ميتا محذوف من ميّت ولكنه اسم بني من هذا اللفظ وخولف به بناء الأصل ، يدلّك على ذلك أنّ مثنى ليس محذوفا من اثنين ، وان سمّيت رجلا ضرب ثم خفّفته فأسكنت الراء صرفته لأنك قد أخرجته الى مثال ما ينصرف كما صرفت قبل وكان تخفيفك لضرب كتحقيرك إيّاه لأنك تخرجه الى مثال الأسماء ، ولو تركت صرف هذه الاشياء في التخفيف للعدل لما صرفت اسم هار لأنه محذوف من هائر.
[باب ما كان على مثال مفاعل ومفاعيل]
اعلم أنه ليس شيء يكون على هذا المثال إلّا لم ينصرف في معرفة ولا نكرة ، وذلك لأنه ليس شيء يكون واحدا يكون على هذا البناء ، والواحد أشدّ تمكنا وهو الأوّل فلمّا لم يكن هذا من بناء الواحد الذي هو أشدّ تمكنا وهو الأوّل تركوا صرفه اذخرج من بناء الذي هو أشدّ تمكنا ، وانما صرفت مقاتلا وعذافرا لأن هذا المثال يكون
__________________
(٦) الشاهد في ترك صرف مثنى وموحد لأنهما صفتان للذئاب معدولتان عن اثنين اثنين وواحد واحد * وصف بعده عن أهله وشوقه اليهم ، وحنينه نحوهم وشبه صوت زفيره وحنينه بصوت العود ، والشرع الأوتار واحدتها شرعة ، وأراد بالدين ما يعتاده من الشوق والهم والدين العادة والدأب ومعنى تبغى الناس تطلبهم.