وتقول هذا أبو عمرو بن العلاء لان الكنية كالاسم الغالب ، ألا ترى أنك تقول هذا زيد بن أبي عمرو فتذهب التنوين كما تذهبه في قولك هذا زيد بن عمر ولانه اسم غالب وتصديق ذلك قول العرب هذا رجل من بني أبي بكر بن كلاب ، وقال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء : [بسيط]
(١٤٥) ـ ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها |
|
حتّى أتيت أبا عمرو بن عمّار |
وقال (١٤٦) ـ فلم أجبن ولم أنكل ولكن |
|
يممت بها أبا صخر بن عمر |
وقال يونس من صرف هندا قال هذه هند بنت زيد فنوّن هندا لان ذا موضع لا يتغيّر فيه الساكن ولم تدركه علّة وهكذا سمعنا من العرب ، وكان أبو عمرو يقول هذه هند بنت عبد الله فيمن صرف ، ويقول لمّا كثر كلامهم حذفوه كما حذفوا لا أدر ولم يك ولم أبل وخذ وكل وأشباه ذلك وهو كثير ، وينبغي لمن قال بقول أبي عمرو أن يقول هذا فلان بن فلان لانه كناية عن الاسماء التي هي علامات غالبة فأجريت مجراها ، وأمّا طامر بن طامر فهو كقولك زيد بن زيد لانه معرفة كأمّ عامر وأبي الحارث للاسد وللضبع فجعل علما ، فاذا كنيت عن غير الآدميّين قلت الفلان والفلانة والهن والهنة جعلوه كناية عن الناقة التي تسمّى بكذا ، والفرس الذي يسمّى بكذا ليفرقوا بين الآدميّين والبهائم.
[باب ما يحرّك فيه التنوين في الاسماء الغالبة]
وذلك قولك هذا زيد ابن أخيك وهذا زيد ابن أخي عمرو ، وهذا زيد الطويل وهذا عمرو الظريف الّا أن يكون شيء من ذا يغلب عليه فيعرف به كالصّعق ،
__________________
(١٤٥) الشاهد فيه حذف التنوين من أبي عمر ولان الكنية في الشهرة والاستعمال بمنزلة الاسم العلم فيحذف التنوين منها اذا نعتت بابن مضاف الى علم كما يحذف التنوين من الاسم وأراد أبا عمرو بن العلاء بن عمار أى لم أزل أتصرف في العلم وأطويه وأنشره حتى لقيت أبا عمرو فسقط علمي عند علمه.
(١٤٦) الشاهد فيه حذف التنوين من صخر والقول فيه كالقول في الذي قبله وقوله يممت أي قصدت واعتمدت ومعنى لم أنكل لم أرجع عنه خوفا منه وجبنا أى اعتمدته بالطعنة ولم أرجع عنه خوفا منه.