قىّ ، قلت قوى لأنه من القواء يستدلّ على ذلك بالمعنى ، ومما يحذف منه البدل ويردّ الذي من نفس الحرف موقن وموسر ، وانما أبدلوا الياء كراهية الياء الساكنة بعد الضّمة كما كرهوا الواو الساكنة بعد الكسرة فاذا تحرّكت ذهب ما استثقلوا وذلك مييقن ومييسر ، وليس البدل هيهنا لازما كما لم يكن ذلك في ميزان ، ألا ترى أنك تقول مياسير ومن ذلك أيضا عطاء وقضاء ورشاء تقول عطى وقضىّ ورشى لأن هذا البدل لا يلزم ألا ترى أنك تقول أعطية وأرشية وأقضية وكذلك جميع الممدود لا يكون البدل الذي في آخره لازما أبدا ، وكذلك اذا حقّرت الصّلاء تقول صلى لأنك لو كسّرته للجمع رددت الياء وكذلك صلاءة لو كسّرتها رددت الياء ، وأما ألاءة وأشاءة فأليّئة وأشيّئة لأن هذه الهمزة ليست مبدلة ، ولو كانت كذلك لكان الحرف خليقا أن تكون فيه ألاية كما كانت في عباءة عباية وصلاءة صلاية وسحاءة سحاية فليس له شاهد من الياء والواو فاذا لم يكن كذلك فهو عندهم مهموز ولا تخرجها الا بأمر واضح وكذلك قول العرب ويونس ومن ذلك منساة تقول منيسئة لأنها من نسأت ولأنهم لا يثبتون هذه الالف التي هي بدل من الهمزة كما لا يلزمون الهمزة التي هي بدل من الياء والواو ، ألا ترى أنك اذا كسّرته للجمع قلت مناسىء وكذلك البريّة تهمزها ، فأمّا النّبّى فان العرب فد اختلفت فيه فمن قال النّبآء قال كان مسيلمة نبيّىء سوء وتقديرها نبيّع ، وقال العبّاس ابن مرداس : [كامل]
(١٢١) ـ يا خاتم النّباء إنّك مرسل |
|
بالحقّ كلّ هدى السّبيل هداكا |
ذا القياس لأنه مما لا يلزم ، ومن قال أنبياء قال نبىّ سوء كما قال في عيد حين قالوا أعياد عييد وذلك لأنهم ألزموا الياء ، وأما النّبوّة فلو حقّرتها لهمزت ، وذلك قولك كان مسيلمة نبوّته نبيّئة سوء لان تكسير النّبوّة على القياس عندنا لأن
__________________
(١٢١) الشاهد فيه جمع نبي على نبآء فدل ذلك على أن نبيا في لغة من لم يهمز مخفف من نبيء المهموز مبدل الياء من الهمزة فاذا حقر قيل نبيء في لغة من همز ونبي في لغة من لم يهمز لأنه بدل لازم فنبآء جمع نبيء على قياس الصحيح كما تقول كريم وكرماء ، وشهيد وشهداء وجمع نبي المبدل أنبياء على قياس المعتل كما تقول غنى وأغنياء ، وقوي وأقوياء.