[باب تحقير بنات الحرفين]
اعلم أن كلّ اسم كان على حرفين فحقّرته رددته الى أصله حتى يصير على مثال فعيل فتحقير ما كان على حرفين كتحقيره لو لم يذهب منه شيء وكان على ثلاثة فلو لم تردده لخرج عن مثال التحقير وصار على أقلّ من مثال فعيل.
[باب ما ذهبت منه الفاء]
نحو عدة وزنة لأنهما من وعدت ووزنت فانما ذهبت الواو وهي فاء فعلت فاذا حقّرت قلت وزينة ووعيدة ، وكذلك شية تقول وشيّة لانها من وشيت وان شئت قلت أعيدة وأزينة وأشيّة لأن كلّ واو تكون مضمومة يجوز لك همزها ، ومما ذهبت فاؤه وكان على حرفين كل وخذ فاذا سمّيت رجلا بكل وخذ قلت أكيل وأخيذ لانهما من أكلت وأخذت فالألف فاء فعلت.
[باب ما ذهبت عينه]
فمن ذلك مذ يدلّك على أن العين ذهبت منه قولهم منذ فان حقّرته قلت منيذ ومن ذلك أيضا سل لأنه من سألت فان حقّرته قلت سؤيل ومن لم يهمز قال سويل لأن من لم يهمز يجعلها من الواو بمنزلة خاف يخاف ، أخبرني يونس أن الذي لا يهمز يقول سلته فأنا اسأل وهو مسول اذا أراد المفعول ، ومثل ذلك أيضا سه تقول ستيهة فالتاء هي العين ، يدلّك على ذلك قولهم في است ستيهة فرددت اللام وهي الهاء والتاء العين بمنزلة نون ابن تقول سه يريدون الاست فحذفوا موضع العين فاذا صغّرت قلت ستيهة ومن قال است فانما حذف موضع اللام ، قال [رجز]
(١١٦) ـ * إنّ عبيدا هي صئبان السّه*
__________________
(١١٦) الشاهد في قوله السه وهو بمعنى الاست فدلت الهاء منه على أن أصل است سته حذفت لامها وهي الهاء الثابتة في سه كما حذفت عين السه وهي التاء الثابتة في است فاذا صغر كل واحد منهما قيل ستيهة وفي الحديث العين وكاء السه والوكاء خيط يشد به فم القربة أي اذا نامت العين وجب الوضوء والصئبان جمع الصؤاب يريد أنهم في الدناءة والخمسة كصؤاب الاست.