قلت مسجدي ، ولو أضفت الى الجمع قلت جمعي كما تقول ربّي ، وان أضفت الى عرفاء قلت عريفى ، فكذلك ذا وأشباهه ، وهذا قول الخليل وهو القياس على كلام العرب ، وزعم الخليل أن نحو ذلك قولهم في المسامعة مسمعي والمهالبة مهلّبي لأن المهالبة والمسامعة ليس منهما واحد اسما لواحد ، وتقول في الاضافة الى نفر نفري ورهط رهطي لأن نفر بمنزلة حجر لم يكسّر له واحد وان كان فيه معنى الجميع ، ولو قلت رجلي في الاضافة الى نفر لقلت في الاضافة الى الجمع واحدي وليس يقال هذا ، وتقول في الاضافة الى أناس أناسي لأنه لم يكسّر له إنسان فصار بمنزلة نفر ، وتقول في الاضافة الى نساء نسوي لأنه جماع نسوة وليس نسوة بجمع كسّر له واحد ولو أضفت الى أنفار لقلت نفري كما قلت في الأنباط نبطي ، وان أضفت الى عباديد قلت عباديدي لأنه ليس له واحد وواحده يكون على فعلول أو فعليل أو فعلال فاذا لم يكن له واحد لم تجاوزه حتى تعلم فهذا أقوى من أن أحدث شيئا لم تكلم به العرب ، وتقول في الأعراب أعرابيّ لأنه ليس له واحد على هذا المعنى ألا ترى أنك تقول العرب فلا تكون على هذا المعنى فهذا يقوّيه ، واذا جاء شيء من هذه الأبنية التي توقع الاضافة على واحدها اسما لشيء واحد تركته في الاضافة على حاله ، ألا تراهم قالوا في أنمار أنماري لأن أنمارا اسم رجل ، وقالوا في كلاب كلابي ، ولو سمّيت رجلا ضربات لقلت ضربي لا تغيّر المتحرّكة لأنك لا تريد أن توقع الاضافة على الواحد ، وسألته عن قولهم مدائني فقال صار هذا البناء عندهم اسما لبلد ومن ثم قالت بنو سعد في الأبناء أبناوي كأنهم جعلوه اسم الحيّ والحيّ كالبلد ، وهو واحد يقع على الجميع كما يقع المؤنّث على المذكّر وسترى ذلك ان شاء الله ، وقالوا في الضّباب اذا كان اسم رجل ضبابي وفي معافر معافري وهو فيما يزعمون معافر بن مرّ أخو تميم بن مر ، وقالوا في الأنصار أنصاري
[باب ما يصير اذا كان علما في الاضافة على غير طريقته وان كان في الاضافة] «قبل أن يكون علما على غير طريقة ما هو على بنائه»
فمن ذلك قولهم في الطويل الجمّة جمّاني وفي الطّويل اللّحية اللّحياني وفي الغليظ الرّقبة الرّقباني ، فان سمّيت برقبة أو جمّة أو لحية قلت رقبي ولحيى وجمّي