أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ)(١) وأمّا «الهمزة» التي يطلب بها وب «أم» التّعيين (٢) ، فهي التي تقع بين مفردين غالبا ، ويتوسط بينهما ما لا يسأل عنه ، نحو (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها)(٣) أو يتأخر عنهما نحو (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ)(٤) وتقع بين جملتين فعليّتين كقول زياد بن جمل
فقمت للطّيف مرتاعا فأرّقني |
|
فقلت أهي سرت أم عادني حلم |
التقدير : أسرت هي ، أو اسميّتين كقول الأسود بن يعفر التميمي :
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا |
|
شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر |
الأصل : أشعيث ، فحذفت الهمزة والتنوين منهما.
والثانية وهي «المنقطعة» لوقوعها بين جملتين مستقلّتين ، ولا يفارقها معنى الإضراب فهي ك «بل».
والأكثر أن تقتضي مع الإضراب استفهاما إمّا «حقيقيّا» نحو «إنّها لإبل أم شاء؟» أي «بل أهي شاء» وإنّما قدّرنا بعدها مبتدأ محذوفا لكونها لا تدخل على المفرد ، وإمّا «إنكاريا» كقوله تعالى (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ)(٥) أي بل أله البنات.
وقد لا تقتضي معه استفهاما ألبتّة ، نحو (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(٦) أي بل هل تستوي ، إذ لا يدخل استفهام على استفهام ونحو (لا رَيْبَ
__________________
(١) الآية «١٩٢» الأعراف (٧)
(٢) الفرق بين أم الواقعة بعد همزة التسوية المار ذكرها وبين «أم» والهمزة التي للتعيين من أربعة وجوه : الأول : أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابا ، لأن المعنى معها ليس على الاستفهام بخلاف أم للتعيين.
الثاني : أن الكلام مع أم وهمزة التسوية خبر قابل للتصديق والتكذيب بخلاف أم للتعيين.
الثالث والرابع : أن أم الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين ، ولا تكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين بخلاف «أم» التي يطلب بها التعيين
(٣) الآية «٢٧» النازعات (٧٩)
(٤) الآية «١٠٩» الأنبياء (٢١)
(٥) الآية «٣٩» الطور (٥٢)
(٦) الآية «١٧» الرعد (١٣)