أي من ابن أبي طالب شيخ الأباطح.
الرابعة : الفصل بالنداء كقوله :
كأنّ برذون ـ أبا عصام ـ |
|
زيد حمار دقّ باللّجام |
أي كأنّ برذون زيد حمار يا أبا عصام ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالنّداء.
الإضافة اللّفظيّة ـ
١ ـ ماهيتها :
هناك نوع من الإضافة لا يفيد تعريفا ولا تخصيصا وهو «الإضافة اللفظيّة» أو «غير المحضة» وضابطها : أن يكون المضاف صفة تشبه المضارع في كونها مرادا بها الحال أو الاستقبال وهذه الصّفة واحدة من ثلاث : اسم فاعل ، نحو «مكرمنا» واسم مفعول نحو «مزكوم الأنف» والصفة المشبهة ، نحو «شديد البطش».
والدليل على أنّ هذه الإضافة لا تفيد المضاف تعريفا : وصف النكرة به في قوله تعالى (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ)(١) ، ووقوعه حالا في نحو (ثانِيَ عِطْفِهِ)(٢) فإنّها حال من فاعل يجادل في الآية قبله ، ومثله قول أبي كبير الهذلي يمدح تأبّط شرّا :
فأتت به حوش الفؤاد مبطّنا |
|
سهدا إذا ما نام ليل الهوجل (٣) |
ف «حوش الفؤاد» حال من الضمير في «به» والحال لا تكون إلّا نكرة ، أو مؤوّلة بالنكرة ، ودخول «ربّ» عليه وربّ لا تدخل إلا على النكرات ، من ذلك قول جرير :
يا ربّ غابطنا لو كان يطلبكم |
|
لاقى مباعدة منكم وحرمانا |
والدّليل على أنها لا تفيد تخصيصا : أنّ أصل قولك : «هو مساعد صالح» «هو مساعد صالحا» فالاختصاص بالمعمول موجود قبل الإضافة.
ولا تفيد هذه الإضافة إلا التخفيف بحذف التنوين في نحو «مساعد أحمد» أو حذف نون التثنية أو الجمع في نحو «مكرما خالد» أو «مكرمو خالد».
أو تفيد رفع القبح نحو «أعززت الرجل الشريف النسب» فإنّ في رفع «النّسب» (٤) قبح خلوّ الصفة من
__________________
(١) الآية «٩٨» المائدة (٥)
(٢) الآية «٩» الحج (٢٢)
(٣) «حوش الفؤاد» حديده «مبطنا» ضامر البطن «سهدا» قليل النوم «الهوجل» الأحمق.
(٤) على أنها فاعل للصفة المشبهة وهو الشريف.