وما كلّ من يبدي البشاشة كائنا |
|
أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (١) |
٥ ـ توسّط أخبارهنّ :
وتوسّط أخبار ـ كان وأخواتها ـ بينهنّ وبين أسمائهنّ جائز ، قال الله تعالى (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)(٢)(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ)(٣) وقال الشّاعر :
لا طيب للعيش ما دامت منغّصة |
|
لذّاته بادّكار الموت والهرم (٤) |
وقال الآخر :
ما دام حافظ سرّي من وثقت به |
|
فهو الذي لست عنه راغبا أبدا |
إلّا أن يمنع من جواز التّوسّط مانع كحصر الخبر ، نحو (وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكاء) وكخفاء إعرابهما نحو «كان موسى فتاك».
وقد يكون التّوسّط واجبا نحو «كان في الدّار ساكنها» ولو لم يتقدّم الخبر على الاسم هنا لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة.
فتحصّل أنّ للتّوسّط ثلاثة أقسام : قسم يجوز ، وقسم يمتنع ، وقسم يجب.
٦ ـ تقديم أخبارهنّ عليهنّ :
يجوز تقديم أخبار ـ كان وأخواتها ـ عليهنّ ، إلّا ما وجب في عمله تقدم نفي أو شبهه ك «زال ، برح ، فتئ ، انفكّ» وإلّا «دام وليس» تقول : «برّا كان عليّ» و «صائما أصبح خالد» ، ولا تقول : «صائما ما زال عليّ» ولا «قائما» ليس محمّد».
٧ ـ جواز توسّط الخبر بين «ما» والمنفي بها :
إذا نفي الفعل ب «ما» النّافية جاز توسّط الخبر بين «ما» والمنفي بها مطلقا أي سواء كان النّفي شرطا في العمل أم لا نحو «ما مقصّرا كان صديقك» ونحو «وما صائما زال عليّ».
__________________
(١) «كائنا» خبر «ما» الحجازية واسمه مستتر فيه و «أخاك» خبره.
(٢) الآية «٤٧» الروم (٣٠).
(٣) الآية «١٧٧» البقرة (٢).
(٤) «منغصة» خبر دام مقدم ، و «لذاته» ، اسمها مؤخر ، ويجوز أن يقال : «لذاته» نائب عن الفاعل بمنغصة ، واسم دام مستتر فيها على طريق التنازع في السببي المرفوع.