في عينه الكحل منه في عين زيد» (١) و «لم ألق إنسانا أسرع في يده القلم منه في يد علي» و «لا يكن غيرك أحبّ إليه الخير منه إليك» و «هل في الناس رجل أحقّ به الحمد منه بمحسن لا يمن»
وأما النصب به : فيمتنع منه المفعول به ، والمفعول معه ، والمفعول المطلق ، مطلقا ، ويمتنع التمييز ، إذا لم يكن فاعلا في المعنى فلفظ «حيث» في قوله تعالى (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ»)(٢) في موضع نصب مفعولا به بفعل مقدر يدل عليه أعلم ؛ أي يعلم الموضع والشخص الذي يصلح للرسالة ، ومنه قوله :
وأضرب منا بالسيوف القوانسا (٣) وأجاز بعضهم : أن يكون «أفعل» هو العامل لتجرده عن معنى التفضيل أمّا عمله الجرّ بالإضافة ، فيجوز إن كان المخفوض كلا ، و «أفعل» بعضه ، وذلك إذا أضيف إلى معرفة ، وعكسه إذا أضيف لنكرة
وكذا بالحرف فإن كان «أفعل» مصوغا من متعد بنفسه ، ودلّ على حب أو بغض عدّي ب «إلى» إلى ما هو فاعل في المعنى وعدّي ب «اللام» إلى ما هو مفعول في المعنى نحو «المؤمن أحبّ لله من نفسه ، وهو أحبّ إلى الله من غيره» أي يحب الله أكتثر من حبّه لنفسه ، ويحبّه الله أكثر من حبّه لغيره ، ونحو «الصالح أبغض للشّرّ من الفاسق. وهو أبغض إليه من غيره» أي يبغض الشر أكثر من بغضه للفاسق ، ويبغضه الفاسق أكثر من بغضه لغيره.
وإن كان من متعد لنفسه دالّ على علم عدّي بالباء نحو «محمد أعرف بي ، وأنا أعلم به» وإن كان غير ذلك عدي باللام نحو «هو أطلب للثار وأنفع للجار» وإن كان من متعدّ بحرف جرّ عدّي به لا بغيره نحو «هو أزهد في الدنيا» وأسرع إلى الخير» و «أبعد من الذنب» و «أحرص على المدح» و «أجدر بالحلم» و «أحيد عن الخنى» (٤) ولفعل
__________________
(١) معنى المثال : أن الكحل ـ باعتبار كونه في عين زيد ـ أحسن من نفسه باعتبار كونه في عين غيره من الرجال ، وهذان هما الاعتباران.
(٢) الآية «١٢٤» من الأنعام (٦).
(٣) القوانس : جمع قونس ، وهو أعلى البيضة (الخوذة).
(٤) الخنى : الفحش.