وهو معجم للنحو خاصة ليس فيه من فن الصرف إلا أبواب قليلة لها علاقة بالنحو كالنسب وجموع التكسير وقليل غيرهما.
ومعجم النحو هذا أيضا متّبع ، لا مبتدع ، لم يخرج عن نهج نحاة البصرة قيد شعرة إلا في النادر الذي لا يستحق أن يذكر ، بل لم يخرج عن كتب معروفة مألوفة موثوقة ولكنه اختلف عنها بأمور ثلاثة : أهمها ترتيبه على الطريقة المعجمية ، ثم توضيح عبارته ، وخلوّه من التعليل.
فأما توضيح عبارته ، فإنها مبسطة بعيدة من الركاكة ، يمكن أن يفهمها من له بعض إلمام بالقواعد العربية ، وقد تكون عبارة المؤلفين ذاتها إذا كانت بينة لبداهة التفكير ، وأما خلوّه من التعليل ، فذلك لأن الغاية من هذا المعجم أن يصل المراجع والباحث والمتعلم إلى مقصوده بطريق قاصدة قريبة خالية من العثرات.
وقد سلكنا في كتابنا هذا سبيل إيجاز لا يخلو عند الضرورة من بعض استقصاء وتفريع ، وغالب ما في الكتاب مما أجمع عليه البصريون ، وقد نرى فائدة ما بإيراد رأي مخالف للكثرة ، فنورده تعليقا مع بعض الإيضاحات والتعليقات.
وها هو ذا «معجم النحو» بين يدي المهتمين بالعربية وقواعدها ، فإن رأوا فيه علما وفائدة فمردّ ذلك إلى فحول العربية الذين منهم أخذت ، وإن رأوا غير ذلك فأنا المسئول دونهم ، وأرجو أن أنبّه إلى ما يعرض للأساتذة من رأي الخ .. والله اسأل التوفيق والسّداد ، وعليه أتوكل.
دمشق ١ ربيع الآخر ١٣٩٤ ه ٢٢ نيسان ١٩٧٤ م |
عبد الغنني الدقر |
تنبيه : هذه الإشارة (ـ) معناها انظر.