بسم الله الرحمن الرحيم
لقد طالما تمنيت منذ عشرات السنين أن يكون لنا معجم في النحو نرجع إليه من أقرب الطّرق فنتذكر به من القواعد ما نسينا ، ونتعلم منه ما جهلنا. ونعتمد عليه في استيقان ما نرتاب في صحته أو نتردّد.
وكنت عرضت فكرة هذا المعجم وتنسيقه حسب حروف الهجاء على عدد من علماء هذا الشأن في مصر والشام ، فارتاحوا إليها ، واستيقنوا عائدتها ، ووعد بعضهم بتنفيذها ، والعمل على إخراجها ، وكان منهم فضيلة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ، الذي كان له الأثر الطيّب في نشر كتب ابن هشام نشرا سهّل مشرعها على الواردين. إلا أن صوارف الزمن قد حالت دون العمل ، على تحقيق هذا الأمل.
ولقد كان من دواعي التوفيق ، أن أتاح الله لنا صديقنا الشيخ عبد الغني الدقر ، فارتاح لهذا الاقتراح ، فانبرى يعمل فيه معنقا حتى أوفى على غايته ، فكان هذا المعجم الذي نضعه اليوم بين أيدي الأساتذة والمعلمين ، والمنتهين من الطلاب والشادين ، آملين من الأولين الاستفادة من حسن نظرهم ، وإنباهنا على ما قد يبين لهم فيه من ملاحظ ، فنعمل على استدراكها ، وراجين للآخرين الإفادة مما توفّر لهم فيه من يسر وغناء عن تتبع الكثير من كتب النحو للغوص على فرائدها ، فقد صارت منهم على طرف الثّمام ، والله المحمود في البدء والختام.
دمشق ١ شعبان ١٣٩٥ ه ٨ آب ١٩٧٥ م |
أحمد عبيد |