منكر الحديث ، وهو أحد قضاة الدولة ، ولم يذكر علماء الرجال سماعه عن أبي هريرة . وقال الحافظ ابن حجر : لم يذكر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه سجد على كور عمامته ، ولم يثبت ذلك في حديث صحيح ولا حسن » (٦٨) .
ب ـ وأما ما نسب إلى أنس في مروياته ؛ فقد حمل على الإضطرار ، ويدل على ذلك رواية عبدالله عن أنس بن مالك قال : ( كنا نصلي مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود ) (٦٩) .
وأما روايته ( أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلى على البسط ) : فقال الشوكاني : « حديث انس الذي ذكر بلفظ « البسط » ، أخرجه الأئمة الستة بلفظ الحصير ... وقد روى ابن أبي شيبة في سننه : ما يدل على أن المراد بالبساط الحصير بلفظ ( فيصلي أحياناً على بساط لنا ) ، وهو حصير ننضحه بالماء . قال العراقي : فتبين أن مراد أنس بالبساط : الحصير ، ولاشك انه صادق على الحصير لكونه يبسط على الأرض أي يفرش » (٧٠) . وقد تقدم ما يدل على ذلك أيضاً فراجع (٧١) .
ج ـ وأما ما نسب إلى مكحول ؛ فمحمول على الاضطرار كما هو صريح ما رواه ابن راشد قال : ( رأيت مكحولاً يسجد على عمامته ، فقلت : لم تسجد عليها ؟ فقال : أتقي البرد على إنساني ) (٧٢) .
__________________________
(٦٨) ـ الزرقاني ، محمد بن عبد الباقي : شرح المواهب اللدنية ، بالمنح المحمدية ، ج ٧ / ٣٢١ .
(٦٩) ـ الصنعاني عبد الرزاق بن همام بن نافع : المصنف ، ج ٢ / ٤٠٠ .
(٧٠) ـ الشوكاني ، الشيخ محمد علي : نبل الأوطار ، ج ٢ / ١٤٩ .
(٧١) ـ ص / ٤١ .
(٧٢) ـ ابن أبي شيبة ، الحافظ عبدالله بن محمد : الكتاب المصنف في الأحاديث والأثار ، ج ١ / ٢٦٧ ، فيه اختلاف يسير : ( إني أخاف على بصري من برد الحصى ) . المؤلف .