توطئة حول الإستشفاء والطب :
من الواضحات أنّ تعاطي الدواء والأخذ
بوسائل الطب والصحة موافق للعقل والشرع ، أما العقل ؛ فلأن في ذلك جلباً للمنفعة ودفعاً للمفسدة . وأما الشرع ؛ فلما جاء من الأحاديث النبوية الكثيرة المتعلقة بالطب الوقائي والعلاجي . كما أن الأدوية أسباب خلقها الله للشفاء من الأمراض ، فالأخذ بها أخذ بسنة الله في خلقه ؛ ولذا رأيت قبل الدخول في بحث التداوي والإستشفاء بالتربة الحسينية ، أنْ أستعرض بعض الأمور التي لها فائدة وتعلق بالبحث المذكور ، وهي كالآتي :
معنى
الإستشفاء والطب :
« الإستشفاء :
طلب الشفاء . والشفاء رجوع الأخلاط إلى الإعتدال »
.
« الطب :
علاج الجسم والنفس » .
« والطبيب :
العالم بالطب ، وهو في الأصل الحاذق في الأمور العارف بها ، وجمع القلة ( أطِبَّة ) والكثرة أطباء . الطبيب الحق هو الله تعالى ؛ لأنّه
العالم بحقيقة الداء والدواء ويسمى غيره رفيقاً ؛ لأنه يرفق بالمريض ويحميه ما يخشى ويطعمه ماله الرفق . قيل : ولا يطلق الطبيب عليه إسماً »
. ويؤيد هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام
: ( قال موسى بن عمران
: يا رب من أين الداء ؟ قال : مني . قال : فالشفاء ؟ قال : مني . قال : فما يصنع عبادك بالمعالج ؟ قال : يطيب بأنفسهم ، فيومئذ سمي المعالج الطبيب )
.
__________________________