والرواية مطلقة ، فيجزي ذلك في كل سبحة ، والله العالم » (١٥٤) . ويمكن مناقشة هذا بما يأتي :
أولاً ـ قال الشيخ كاشف الغطاء ( قده ) : « فالذي استفدته من الآثار ، وتلقيته من حملة أخبار أهل البيت عليهمالسلام ومهرة الحديث من أساتيذي الأساطين ، الذين تخرجت عليهم برهة من العمر .. هو أن زين العابدين ، علي بن الحسين عليهما السلام بعد أن فرغ من دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره ، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف ... فشّد تلك التربة في صرّة وعمل منها سجادة ومسبحة ، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد ..» (١٥٥) .
ثانياً ـ أن السبحة المذكورة في الرواية صغيرة ، وبإمكان الإمام عليهالسلام صنعها وهو على تلك الحالة مع القوم ، ولعل المبادرة إلى ذلك ، هو القيام بإظهار فضيلة التسبيح بهذه التربة الشريفة بعد الدفن مباشرة ، لعلمه بما فيها من المزايا والفضائل .
ثالثاً ـ وكون الرواية مطلقة ؛ لعدم تصريح الإمام زين العابدين عليهالسلام بذلك للتقية ، وهو أحرص بتطبيقها من غيره في ذلك الوقت ، وأما شمولها لكل تربة ؛ فهذا خلاف المعروف المستفاد من روايات أهل البيت عليهمالسلام ، بل المعروف من السبح المتداولة عند أهل البيت عليهمالسلام هي تربة حمزة ( رضي الله عنه ) كما هو عمل الزهراء عليهاالسلام ثم هذه التربة الشريفة ، وهي أفضل من تربة حمزة .
__________________________
(١٥٤) ـ المامقاني ، الشيخ عبد الله : مرآة الكمال ، ج ٣ / ٢٤٣ .
(١٥٥) ـ كاشف الغطاء ، الشيخ محمد حسين : الأرض والتربة الحسينية / ٣١ .