لقد أخرجت وجمعت
حسب جهدي ، وتتبعي ، وتمحيصي ، أصحاب ورواة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، من
العامة والخاصة ، وذكرتهم حسب الحروف مع توضيح نسبهم ، وبيان عرض موجز عن جوانب
حياتهم ، وولادتهم ، ووفاتهم ، ومقتلهم ، ومآثرهم الفكرية والاجتماعية والعقائدية
...
ولهذه الخصائص لم
يكن الكتاب كبعض التآليف الصادرة في الآونة الأخيرة البعيدة عن ضوء التحقيق ،
والتتبع والدراسة الرجالية إذ لا يوجد فيها بحث جامع وصورة كاملة عن حياة أصحاب
ورواة إمام من الأئمة (عليهم السلام) ... وإنّما نجد الكاتب في تأليفه ذكر اسم
الراوي فحسب ولم يتحقق في تأريخ ولادته ووفاته. ثم يردفه بقائمة طويلة وطويلة
ومملة عن أسماء الكتب والكراسات والرسائل التافهة التي جاء اسم الراوي فيها ...
فكان أشبه بسجلات النفوس والإحصاء وبقوائم دور الطباعة والنشر في العالم. وحسب أنّ
إيراد الكثير من أسماء المصادر والمراجع دليل على تتبع المؤلف وجهده العلمي وفضله
...؟.
والواقع أنّ مدرسة
التحقيق والتتبع ، أصيبت بانتكاسة علمية في بعض البلاد العربية وفي ايران بصورة
خاصة ... فقد أصدرت دور الطباعة والنشر فيها مؤلفات محققة حسب مفهومها؟ ولم يجد
القارئ عليها من متاعب التحقيق وجهود التتبع أي أثر غير كلمة (تحقيق) المودوعة
أمام اسم طالب ..؟ أو رجل لا يمت للعلم والأدب بصلة ..؟؟؟.
وأخير ذيلت كلّ
ترجمة بالمآخذ ، والمصادر التي ذكرت صاحب الترجمة ، مع الإشارة إلى رقم الكتاب
ومجلده ، وصفحته ، وكل ما ينفع الباحث ويفيد المحقق ، وقد اعتمدت في جميع هذه
المراحل ، على أدق المصادر وأمهات المراجع العربية ، والمعاجم في الحديث والدراية
والرجال ... مع اليقين الصادق والاعتراف بأنّ هناك عشرات الآلاف من أصحاب الإمام (عليه
السلام) ، ورواته الذين عفت الحوادث والظروف السياسية ، معالمهم وآثارهم وأسمائهم
... كما غطت سحب من النسيان والإهمال عناوينهم ، وذهبت بهم ولم تبق لهم حتى صور
حرفية استطرادية في التأريخ ، تنطق بالدلالة على مزاياهم ، والإبانة والتوضيح عن
ملامحهم ومآثرهم ،