العباس ، والخميس لشيعتهم ، والجمعة للناس جميعا وليس فيه سفر.
إلى أن قال : ومات عليّ بن موسى الرّضا ، بطوس يوم السبت آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين ، وقد سمّ من ماء الرمان وأسقى قلبه المأمون.
ثم يتصدّى محقق الكتاب ، الهزر ، محمود إبراهيم زائد ... فيعلق في الهامش على قول ابن أبي حاتم فيقول : ـ علي بن موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي العلوي الرضا ، أحد الأئمة الاثنى عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم ، ووجوب طاعتهم. ولاه المأمون عهده ، وعقد له الخلافة بعده ، ولما مات شق قبر الرشيد بطوس ودفنه هناك تبركا به. قال ابن طاهر يأتي عن أبيه بعجائب ، ويرى الذهبي أنّ الرجل قد كذب عليه فيما نسب إليه ، فقال إنّما الشأن في ثبوت السند إليه وإلّا فالرجل قد كذب عليه ، ووضع عليه نسخة سائرة. فما كذب على جده جعفر الصادق. فروى عنه أبو الصلت الهروي أحد المتهمين. ولعليّ بن مهدي القاضي عنه نسخة. ولأبي أحمد بن سليمان الطائي عنه نسخة كبيرة. ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة.
وأردف قوله في التعليق على كلام ابن حبان : «من أنّ المأمون سمّه من ماء الرمان» : أورد ابن حبان الخبر مقطوعا به وفي اصطلاح علماء الحديث لا يقطع بخبر هذا القتل إلّا برؤية أو شهادة ، وهو لا يملك من هذا سوى الظن ، وإلّا فكيف ثبت لديه أنّ المأمون فعل ذلك أو أمر به ـ (١).
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (٢).
أجل هكذا تهيمن الضبابة الأموية المقبورة ، على ذات الأحمق ، وتتحكم في وجود الجاهل الغبي ، وتدفعه إلى أعماق الهاوية فيندفع إلى إنكار الواضحات ، والحقائق ، والمسلمات ، وطمس الواقع بجهله ، ويتشدّق باصطلاح علماء
__________________
(١) كتاب المجروحين ٢ / ١٠٦.
(٢) سورة الجاثية / ٢٣.