ضرار صف لي عليا ،
قال : اعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصفه ، فكان
والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه
، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل ووحشته ،
وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ،
كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استفتيناه ، ونحن والله مع
تقريبه إيانا ، وقربه منّا ، لا نكاد نكلّمه هيبة له ، يعظّم أهل الدّين ، ويقرب
المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييئس الضعيف من عدله ، واشهد لقد رأيته
في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته ، يتململ
تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول :
يا دنيا غرّي غيري
، أبي تعرّضت ، أم إليّ تشوقت ، هيهات هيهات ، قد باينتك ثلاثا لا رجعة لي فيها ،
فعمرك قصير ، وخطرك حقير ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق.
فبكى معاوية وقال
: رحم الله أبا الحسن ، كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من
ذبح ولدها في حجرها.
الاستيعاب ٢ / ٤٤.
أعيان الشيعة ٧ / ٤٠٤. تحفة الأحباب / ١٥٠. تنقيح المقال ٢ / ١٠٥. شرح ابن أبي
الحديد ١٨ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦. الغدير ٢ / ٣١٩. قاموس الرجال ٥ / ١٤٩. مروج الذهب ٢ /
٤٣٣. معجم الثقات / ٢٨٨. مجالس المؤمنين ١ / ٣١٣.
٥٥٢ ـ ضمرة بن ...
محدّث. روى عنه
ابنه الحسين ، وعبد الله. له في أبواب الفقه ، باب التلقي والحكرة ، والقضايا
والأحكام ، أحاديث وافرة. وكان ثقة ثبتا كثير الحديث.
معجم رجال الحديث
٩ / ١٥٢.