من الجهة الشمالية إلى الجهة الشرقية لبيت المقدس غير معروف ، ولكن ربما يكون ذلك راجعا إلى النظم المضطربة التي تؤثر على الحجاج الذين كانوا يجبرون على الاقامة في اسنيري Asnerie ، والدخول إلى المدينة من بوابة العمود" بوابة دمشق" ، وذلك لعدم رغبة المسلمين بالسماح للمسيحيين بأن يكون لهم مكان مقدس ، بقرب أحد البوابات الرئيسة للمدينة ، وقد يعود ذلك أيضا للموافقة المتزايدة لعبادة هادئة في الكنيسة الصغيرة للقديس ستيفن التي وجدت في أوائل القرن التاسع في وادي يهوشافاط.
ومن غير المحتمل أن تكون الرواية القديمة عن موضع استشهاد القديس خارج بوابة دمشق صحيحة ، حيث طبقا للدكتور شابلن (١) Chaplin ما زال اليهود يشيرون إلى الهضبة فوق مغارة إرميا كموضع للرجم ، ويقروا بأنها هي المكان القديم للتنفيذ العلني ، والذي ذكر في (المشناة) (٢). ويبدو الأمر صعبا فيما يتعلق بموقع الكنيسة والدير ، اللذان قامت ببنائهما يودكيا ، واللذان أشار إليهما العديد من الحجاج. واشارة انطونيوس بأن الموقع كان يقع على بعد رمية قوس من البوابة تبدو أنها تشير الى النقطة الرابعة (Point ٤) حيث تمت عمليات التنقيب بين (١٨٧٨ ـ ١٨٧٩ م) ، ووجد هناك تابوت حجري كبير ويقترج الدكتور شابلن بأنه ربما كان هذا ليودكيا (٣).
والكنيسة المذكورة تاليا في بيت المقدس من قبل ثيودريش ربما كانت في هذه البقعة ، والتي هي أقرب بقليل من اسوار المدينة من آثار اسنيري والتي تم اكتشافها عام (١٨٧٥ م) (٤). ومن ناحية اخرى فان بيان سايولف بأن الكنيسة كانت على بعد رميتين أو ثلاث رميات قوس من السور ، وحقيقة أن
__________________
(١) Quoted by conder, tent work i. ٤٧٣; P. F. Q. S., ١٨٨١, ٩١٣.
(٢) المشناة : كلمة تعني المثنى أو المكرر. لأن ما فيها تكرار للشريعة وايضاح وتكميل. وهي أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة. وقد تكونت من بحوث أحبار اليهود وربابنييهم وفقهائهم في شؤون العقيدة ، والتاريخ المقدس وغير ذلك خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين. ويبلغ عددها ثلاثة وستين سفرا. واختلفوا فيمن جمعها ودونها فالمشهور أنه يهوذا هاناسي ، وانه قام بجمعها بين عامي (١٩٠ ـ ٢٠٠ م) وهناك رواية تشير إلى أن الذي جمعها هو يوصناس. ويطلق على المشناة مع شرحه جمارا اورشليم اسم (تلمود اورشليم) ومع شرحه جمارا بابل يطلق عليه تلمود بابل. وقد الفت المشناة باللغة العبرية الربانية أو التلمودية وهي تختلف عن عبرية العهد القديم. أما شروحها فقد ألفت باللغة الآرامية. انظر : يحيى بن عباس المغربي : بذل المجهود في افحام اليهود ، تحقيق عبد الوهاب طويلة ، ط ١ ، دار القلم ، دمشق ١٩٨٩ م / ١٤١٠ ه ، ص ١٨٣ ـ ١٨٥ منى ناظم : المسيح اليهودي ومفهوم السادة الاسرائيلية ، «الاتحاد للصحافة والنشر ، القاهرة ١٩٨٦ م ، ص ٢٤ ـ ٢٥ ، سعيد البيشاوي واخرون : الاديان والفرقان ، عمان ، دار الاتحاد ، ١٩٩٠ م ، ص ٣٦.
(٣) P.F.Q.S.٦٧٨١ ,٩ ;٩٧٨١.٨٩١.
(٤) Theodericus, Lib de Loc San et xxvi, P. F. Q. S. ٧٧٨١, ٣٤١. تمت مناقشة الأمور المتعلقة بموقع كنيسة القديس ستيفن من قبل ريفز أفري Revs A.Frei والدكتور ريس Dr.Riess في Z.D.P.V ,viii ٠٥ ـ ٩٥ and ٢٦١ ـ ٠٧١.