الدير في وادي محاط بجبال صخرية ، وقد كان هذا المكان محاطا بجدار ، وفيه كنيسة واسعة جميلة (١). وكان دير القديس ثيوكتستوس St.Theoctistus (٢) قريبا من أسفل الجبل جنوب دير القديس يثميوس. وجميع ذلك دمر الآن من قبل الكفار (٣).
٤٠ ـ جبل صهيون : إن صهيون جبل كبير مرتفع وهو يقع مواجها الجنوب ، ويتسم بالانحدار الخفيف من جهة بيت المقدس. وبنيت عليه أساسا مدينة بيت المقدس القديمة ، والتي دمرها نبوخذ نصر (٤) ملك بابل في عهد الملك إرميا. ويقع جبل صهيون في الوقت الحاضر خارج أسوار المدينة إلى الجنوب من بيت المقدس. وعلى جبل صهيون هذا كان منزل القديس يوحنا البشير ؛ واقيمت هناك كنيسة كبيرة بسقف خشبي ، تقع على مسافة مرمى حجر من كنيسة
__________________
(١) ذكرت إحدى المخطوطات أن الكنيسة كانت واسعة. انظر المخطوطة التي تحمل الرمزMo. وذكرت مخطوطات أخرى أن الكنيسة تقع على مكان مرتفع Cf.Mac.,Mo.,S., (الترجمة الإنجليزية)
(٢) دير القديس يثميوس المشار اليه هنا ، يبدو أنه يدعى الآن خربة ميردKhirbet Mird ، أما دير ثيوكتستوس فهو يدعى الآن بخربة الزرانيق أو الزرانيخ Khirbet ez Zeranik ويبدوا أن دير القديس يثميوس الحقيقي موجود في خان السهل Khan es Sahl ، أو خان الأخضرKhan el AKhdar Cf.f.Z.D.P.V.iii ,p ٤٣٢ .. (الترجمة الإنجليزية).
(٣) المقصود هنا المسلمين ، وكما قلنا في أماكن أخرى فإن الفرنجة الصليبيين وصفوا المسلمين بأوصاف غير لائقة ، يجب أن لا تصدر عن أصحاب ديانة سماوية. وربما أطلقت هذه اللفظة على الفرس الذين اجتاحوا فلسطين عام ٦١٤ م (الترجمة العربية).
(٤) نبوخذ نصر أو (بختنصر) ملك بابل الكلداني الشجاع ، تولى حكم الدولة الكلدانية بعد وفاة أبيه «لبويولصر». وقد حكم نبوخذ نصر نحو ثلاث وأربعين سنة من ٦٠٤ ـ ٥٦٢ ق. م. وقد ازدهرت البلاد في عهده ، واستقرت أمورها السياسية ؛ الأمر الذي دفع نبوخذ نصر إلى توجيه جهوده نحو تشييد العمائر وترميم المعابد. قام نبوخذ نصر بغزو مملكة يهوذا ثلاث مرات ، ففي المرة الاولى دخلها بسبب تحالف ملكها (يواقيم) مع مصر ، فكان جزاؤه دخول نبوخذ نصر إلى أورشليم والقبض عليه وتقييده بالسلاسل من أجل نقله إلى بابل ، ولكن يواقيم قضى نحبه وتبعه في الحكم ولده الذي لم يمكث سوى ثلاثة أشهر ، ثار فيها على بابل فجاء نبوخذ نصر إلى أورشليم وسبى الملك ونساءه وموظفيه وسبعة آلاف من الجنود وألف من مهرة الصناع ونقلهم إلى بابل وعين صدقيا ـ وهو عم الملك السابق ـ ملكا على يهوذا ، وظل هذا الأخير يتظاهر بالولاء لبابل بضعة سنين ، ثم حاول الاستقلال ، فجاءت الجيوش البابلية سنة ٥٨٦ ق. م. وخربت أورشليم ، وهرب الملك ، ولكنه أدرك في أريحا وجيء به إلى معسكر نبوخذ نصر في بلة (قرب حمص) حيث قتل أبناءه أمامه ثم سملت عيناه وحمل إلى بابل ، وقام نبوخذ نصر بعد ذلك بسبي عظماء المدينة وغيرها من البلاد ، وكان عددهم خمسين ألف على وجه التقريب. وكانت الهجمة شديدة الوطأة على اليهود الذين أقاموا واليا من قبلهم على أورشليم. انظر : سفر الملوك الثاني ٢٥ : ٧ ، سفر أخبار الأيام الثاني ١٣ : ٢٠ ـ ٣٦ محمد أبو المحاسن عصفور : معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم من أقدم العصور إلى مجيء الاسكندر. ط ٣ ، دار النهضة العربية ، بيروت ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م ، ص ٢٢٩ ، ٢٩١ صابر طعيمه : التاريخ اليهودي العام ، ص ٢٥٧ ـ ٢٥٨ طه باقر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ج ١ ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ١٩٨٦ ، ص ٥٤٨ ـ ٥٥٠ نجيب الأحمد : فلسطين تاريخا ونضالا : ط ١ ، دار الجليل للنشر ، عمان ١٩٨٥ م ، ص ٢٤ محمد سلامة النحال : فلسطين أرض وتاريخ ، ص ١٨٩. (الترجمة العربية)