جيش ، ولا ترضى أن
يدوم لنا على الضيم عيش. وهذا النصراني المأخوذ بميورقة نأخذ من ماله جملة ، ونجعل
ذات أيدينا للانتصاف من أعادينا وصلة.
فأخذ عليهم بذلك
العهود ، وأشهد على مقالتهم الشهود ، وأنفذ إلى ميورقة كبيرا من النصارى ، وطلب الوالي برد
المركب والمال والأسارى ، على أن يكف عن المسلمين ، ويصالحهم عشر سنين ، وإن أصرّ
على اللجاجة ، وصار إلى الرّد في الحاجة ، فإنه يغزوه لا محالة ،
ويصدّق بفعاله هذه المقالة. فوصل الرّسول ونزل ، وأدّى عن صاحبه ما طلب وبذل ،
فاستعظم الوالي هذه الغرامة ، وقال لا ولا كرامة ، وأعاد عليه الكلام فلم ينتفع بإعادة ، وعاد إلى الاقتصار
على الأسارى دون زيادة ، والوالي قد استخف بالأحوال المخيفة ، ومثل نفسه بصادق
الحنيفية مع كذاب حنيفة.
فلما علم الرّسول
أن يده لا تسمح بما أرعت ، وأذنه لا تقبل على ما وعت ، أحال إلى الكدر كبوه ،
وأبلغه مقالة الملك وأنّه أجمع غزوه ، فأبرق
__________________