قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ ميورقة

تاريخ ميورقة

42/158
*

ميورقة. وأمام هذه التصرفات الحمقاء للوالي اضطر الكثير من وجوه المدينة وأعيانها إلى الفرار منها واللجوء إلى البادية والاجتماع بابن شيري خال القتيلين وإخباره بما نزل وتحريضه على طلب الثأر.

ولم يكتف أبو يحيى التنملي بتلك الأعمال الشنيعة التي ارتكبها في حق أجناد وأعيان ميورقة ، في وقت كانت حاجة الجبهة الداخلية إلى التماسك والتلاحم شديدة وماسّة لمواجهة العدو ، بل أصبح يوم الجمعة منتصف شوال ٦٢٦ ه‍ والناس من خوفه في أهوال ، فأمر صاحب شرطته أن يأتيه بخمسين من أهل الوجاهة والنعمة ، فانقض عليهم وأحضرهم بين يديه. وبينما هؤلاء سكارى من الذعر ، وعيونهم شاخصة والنوادب عليهم قائمة ، وهم ينتظرون لحظة فراق الدنيا بقطع رؤوسهم ، وإذا بفارس على هيئته النذير دخل على الوالي ، وأخبره بأن أساطيل الملك خايمي صاحب قطلونية وأرغون قد أقبلت ، وأنه عدّ فوق الأربعين من القلوع.

وقبل أن ينتهي من كلامه إذا بفارس آخر أقبل من الجهة الأخرى لجزيرة ميورقة فأخبر الوالي بأن أسطول العدو قد ظهر ، وأنه عدّ فوق السبعين شراعا ، ولما صحّ عنده الأمر سمح لهؤلاء المحتجزين عنده بالصفح والعفو وأعلمهم بخبر العدو وأمرهم بالتجهز ، وخرجوا إلى دورهم كأنما قد نشروا من قبورهم. وفي اليوم الموالي وهو يوم السبت جاء من أكد للوالي الخبر وأخبره أن أسطول العدو يتكون من مائة وخمسين قطعة حربية وأنه يقصد مرسى شنت بوصة (سانتا بونزا) الواقع إلى الجنوب الغربي من مدينة ميورقة بحوالي عشرة أميال (ستة عشر كلم).

٦. الصدام المسلح وفرض الحصار على مدينة ميورقة :

ولما أيقن الوالي أن العدو أصبح قاب قوسين أو أدنى من المدينة