وغيرهم. أما المستشرق الإسباني جنثالث بالنثيا الذي جعله كتابا في فضائل ميورقة وتاريخها ، فقد عاد في الصفحة ذاتها ليؤكد التسمية نفسها الواردة عند ابن عبد الملك وغيره (١).
أما المقري فقد أشار إلى الكتاب في موضعين من موسوعته نفح الطيب ، حيث يتفق مع المصادر السابقة في التسمية نفسها ، ولكنه ينفرد في الموضع الثاني عن هذه المصادر حين يشير إليه على أنه" تاريخ ميورقة" وينقل عنه (٢) ، وهذه التسمية هي الموجودة في النسخة المعتمدة في التحقيق. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل فيما إذا كانت هذه التسمية أو التي سبقتها هي العنوان الحقيقي للكتاب ، وأيّهما كانت من وضع المؤلف. يبدو أن عبارة" تأليف في كائنة ميورقة وتغلب الروم عليها" التي ذكرها ابن عبد الملك ونقلها من جاء بعده هي تعبير ووصف للعنوان أكثر مما هي عنوان ، وإن كانت تعبّر عن المحتوى الحقيقي للكتاب الذي يتناول كائنة (حادثة) سقوط جزيرة ميورقة وليس تاريخها بالمفهوم الشامل حسبما يوحي به العنوان الثاني وهو" تاريخ ميورقة" المثبت في النسخة المخطوطة والمشار إليه في نفح الطيب.
أما عن علاقة المؤلف بالعنوان فإنني أشك أن يكون ابن عميرة قد وضع اسما للكتاب آية ذلك العبارة الواردة في مقدمة الكتاب التي تقول : " هذا ذكر من خبر ميورقة وتغلّب الروم عليها ، من حين أدارت الروم أمرها ، وأرادت أسرها ، إلى أن محقت حقها ، وملكت رقها ، وأخرجت الإيمان من قلبها ، وزجرت أغربتها لفل غربها" ، وهي فقرة طويلة لا تصلح أن تكون
__________________
(١) آنخل جنثالث بالنثيا ، تاريخ الفكر الأندلسي ، ترجمة حسين مؤنس ، القاهرة : مكتبة الثقافة الدينية ، ١٩٥٥ ، ص ٣٠٥.
(٢) المقري ، نفح الطيب ، ج ١ ، ص ٣١٤ ، وج ٤ ، ص ٤٦٩.