ونتساقط على ناره
كالفراش ، ونوسد على موصد بابه كلاب الهراش ، وإنما هو الظفر أو المنون ، وإذا أخذنا البلد فما بعده
يهون ، وكان هذا يوم الجمعة الحادي عشر لصفر ، (١١ صفر ٦٢٧ ه) ، وقد وطن على
الموت من أزمع السفر إلى سقر.
فلما كان يوم
السبت / ٤٤ / قاتلوا البلد كما عزموا وزعموا ، وملأوا دلاء البلاء وأفعموا ، وساورت اللّيوث المغتالة ،
وتسوّر مواضع الهدم الرّجالة ، وكان يوما أيأس من السلامة ، وأذكر بهوله هول يوم
القيامة ، وقاتل أهل الأحد في يومهم وهو الثاني ، وتذامروا على
التواني ، ووسّعوا ما تثلم من تلك المباني ، وزحفوا عن آخرهم ، وتحملوا الحديد في باطنهم
وعلى ظاهرهم ، وشدّوا على المشيد فهشموه ، وكرّوا على ما دعّموا فأعدموه ، وعارضوا
من صدّهم فصدموه ، ووصلوا القتال بالّليل ، وتطاردوا تحته كالسيل ، وتطارحوا على
البلد رجّالة وعلى الخيل.
__________________