بالإسناد في الجبل
، والاستبداد بذلك العمل ، وكان ذلك سبب الكسرة الخاصة بالبلد ، الحاصّة أجنحة المدد ، وبقيت الرّعية على نصرة البلد حراصًا ، ورجت
أن تجد له من أسر الحصر خلاصا.
فأعادت على الوالي
رغبتها تلك ، واقترحت من بنيه من ينظم ذلك السلك ، فأبى غير ذلك المشؤوم ، وأخرجه
ثانية لمناجزة الرّوم ، فلما رأوه تشاءموا بوجهه ، وهمّوا بنجهه . وطلبوا من الوالي غيره فما أسعفهم ، وأعادوا الرّغبة
عليهم فعنّفهم ، ولمّا برز بهم / ٣٣ / هذا القائد الواهي ركنه ، المجرّب شؤمه
وجبنه ، مشى بأنكد جدّ ، وأنكل حد ، ودنا من العسكر في العدد الأكثر ، والجمع الأوفر ، ونذر
بهم الرّوم فركبوا تلقاءهم ، وقصدوا لقاءهم.
فلمّا أطلّوا من
بعيد ولّاهم قفاه ، وأطاع مصرّفيه الجبن والشؤم فما استوقفاه ، وفرّ قبل لف الخيل
بالخيل ، وجرّ على المسلمين ذيل الويل ، فإنهم بفراره انتقضت
عراهم ، وأعداهم ما عراه من الوهل فعراهم ، واتبعهم النصارى فقتلوا منهم مقتلة كبيرة ،
وأمطروا عليهم من البلاء سحبًا غزيرة .
__________________