إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

علم البديع

علم البديع

92/248
*

إذا اشتهى يوما لحوم القطا

صرّعها في الجو من نكهته (١)

* * *

ثم جاء بعد ابن المعتز قدامة بن جعفر فتحدث عن إفراط الصفة وعدّه من نعوت المعاني ، وكان أول من أطلق عليه اسم «المبالغة».

وقد عرّفها بقوله : «المبالغة أن يذكر الشاعر حالا من الأحوال في شعر ، لو وقف عليها لأجزأه ذلك في الغرض الذي قصده ، فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره من تلك الحال ما يكون أبلغ فيما قصد ، وذلك مثل قول عمير التغلبي :

ونكرم جارنا ما دام فينا

ونتبعه الكرامة حيث كانا

فإكرامهم للجار ما كان فيهم ـ أي مدة إقامته بينهم ـ من الأخلاق الجميلة الموصوفة ، واتباعهم الكرامة حيث كان من المبالغة ...» (٢) ثم أورد بعض أمثلة أخرى للمحبوب منها والمكروه.

وفي كتابه «نقد النثر» تحدث عن الإسراف في المبالغة فقال : «ومما أسرف فيه الشاعر حتى أخرجه إلى الكذب والمحال ، وهو مع ذلك مستحسن قول أبي نواس :

تغطيت من دهري بظل جناحه

فعيني ترى دهري وليس يراني

فلو تسأل الأيام عني ما درت

وأين مكاني ما عرفن مكاني» (٣)

* * *

__________________

(١) كتاب البديع لا بن المعتز ص ٥٨ ـ ٦٦. والنكهة : ريح الفم.

(٢) كتاب نقد الشعر لقدامة ص ١٠١ ـ ١٠٣.

(٣) كتاب «نقد النثر» ص ٩٠.