البلاغة. فهو لا يجري على طريقة عبد القادر والزمخشري والسكاكي ، تلك الطريقة التي تقوم على أساس التمييز والفصل بين علوم البلاغة الثلاثة المعروفة ، وإنما نراه يتبع طريقة ابن الأثير التي تعد البلاغة وحدة عضوية مترابطة.
ثم هو بعد ذلك يخالف ابن الأثير في طريقة البحث والمعالجة ، فإذا كان ابن الأثير يعتمد في بحثه على الذوق الأدبي ، فإن التنوخي يعتمد على النحو والمنطق.
على أن حظ البديع من كتاب التنوخي ضئيل ، فهو يتكلم فيه عن الاعتراض ، وتأكيد المدح بما يشبه الذم الذي يعده صورة من صور الكناية ، كما يتكلم عن الاشتقاق ، والتكرار ، والتقسيم ، والمبالغة ، والتضمين ، والاستدراج ، والسجع ، ولزوم ما لا يلزم ، والجناس الذي أطال فيه. وكذلك ذكر أنواعا من البديع يمكن أن ترد إلى البيان. مثل التوشيح أو الموشحات.
تلك هي فنون البديع التي ساقها التنوخي في كتابه ، وهي من ناحية قليلة العدد ، ومن ناحية أخرى جاءت مختلفة في الكتاب على حسب مقتضيات البحث ، فلا فصل ولا تفريق بين اللفظي والمعنوي منها ، كما فعل بعض البلاغيين المتقدمين عليه.
٣ ـ ابن قيم الجوزية (١) :
هو شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيّم الجوزية المتوفى سنة ٧٥١ للهجرة.
__________________
(١) انظر ترجمته في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج ٤ ص : ٢١.
وفي النجوم الزاهرة ج ٤ ص : ٢٤٩.