وصدر الجميع بما وقع في الكتاب العزيز من الأمثال ، وزاد على ذلك أمثال دواوين الإسلام والحماسة ، وأمثال أبي نواس ، وختم الجميع بأمثال العامة ، وبما سار من أمثال الطغرائي في لامية العجم كقوله :
حب السلامة يثني عزم صاحبه |
|
عن المعالي ويغري المرء بالكسل |
أعلّل النفس بالآمال أرقبها .. |
|
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل! |
وإنما رجل الدنيا وواحدها .. |
|
من لا يعول في الدنيا على رجل |
وأما كتاب «تحرير التحبير» فقد أحصى فيه من المحسنات البديعية مائة وعشرين نوعا ، بدأها بمحسنات ابن المعتز وقدامة ، وثنّى بما جمعه من كتب البلاغيين بعدهما ، فبلغ ذلك كله اثنين وتسعين محسنا ، ثم أضاف إلى هذا العدد ثلاثين محسنا جديدا ، منها عشرون من زياداته هو ، والباقي إما مسبوق إليه أو متداخل عليه.
وفي كتابه الثالث «بديع القرآن» عرض ابن أبي الأصبع لما في القرآن من محسنات بديعية بلغ بها مائة محسّن وثمانية ، كما يقول في مقدمة الكتاب.
ومما يلاحظ عليه أنه في معالجته لفنون البديع قد أدخل بعض مباحث المعاني في البديع ، وخاصة صور الإطناب ، كالتكرار والتفصيل ، والتذييل ، والاستقصاء ، والإيضاح ، والبسط ، والإيجاز. ومعنى ذلك أن البديع عنده ، وربما قبله ، أخذ يشتمل لا على الصور البيانية فحسب ، كما كان الشأن منذ ابن المعتز ، وإنما أخذ يشتمل أيضا على كثير من أساليب علم المعاني.
٦ ـ علي بن عثمان الأربلي :
المتوفى سنة ٦٧٠ من الهجرة كان معاصرا لا بن أبي الأصبع