وهو داخل عنده في باب السجع لأنه في الكلام المنظوم كالسجع في الكلام المنثور.
أما أنواع المحسنات البديعية اللفظية الأخرى ، وهي : التجنيس ، والتصريع ، ولزوم ما لا يلزم ، والموازنة ، واختلاف صيغ الألفاظ ، وتكرير الحروف ؛ فإنها عند ابن الأثير تعم القسمين جميعا.
وفي مقالته (١) الثانية الخاصة بالصناعة المعنوية تكلم ابن الأثير بإسهاب عن المعاني. وقد دعاه ذلك إلى الحديث عن بعض المحسنات البديعية المعنوية ، وهذه المحسنات هي : التجريد ، والالتفات ، والتفسير بعد الإبهام ، والاستدراج ، والاعتراض ، والأحاجي أو الألغاز ، والتناسب بين المعاني ويقسمه أقساما ثلاثة : الطباق ، وصحة التقسيم ، وترتيب التفسير الذي أراد به ما يشمل اللف والنشر. وقد توسع في معنى الطباق فجعله يشمل المقابلة ، والمشاكلة ، والمؤاخاة بين المعاني.
وتكلم عن الاقتصاد والتفريط والإفراط ، وهو يعني بالاقتصاد الحد الأوسط ، وبالتفريط التقصير بالمعنى ، وبالإفراط المبالغة ، وتحدث عن الاشتقاق وعده نوعا من الجناس ، كما تحدث عن التضمين ، وقسمه قسمين : الاقتباس من القرآن الكريم وأحاديث الرسول ، وهو يكسب الكلام حسنا وطلاوة ، وقسم آخر يجري في الشعر كما يجري في النثر ، إذ يعلّق معنى البيت بما بعده ، أو يعلّق فصل من الكلام المنثور بما يتلوه ، وفي رأيه أن ذلك مقبول ولا ينبغي أن يعاب على نحو ما عابه بعض النقاد في الشعر.
وأخيرا يتكلم عن الإرصاد ويقول إن أبا هلال سماه التوشيح ،
__________________
(١) كتاب المثل السائر ص : ١٢٢ ـ ٣١٠.