البلاغة» وجمع ما تناثر فيهما من القواعد البلاغية وتنظيمها وحصر فروعها وأقسامها.
ولكنه في محاولته لم يقتصر على ذلك ، وإنما نراه يلخص أيضا بديعيات الوطواط وينثر ما أخذه منها في ثنايا فصول كتابه على نحو أدى إلى نوع من الخلط بين مباحث علم البديع ، ومباحث علمي المعاني والبديع.
وما دمنا نتابع نشأة البديع وتطوره في عصوره المختلفة ، فإن تحليل عمل الرازي في كتابه ونقده والحكم عليه يخرج عن دائرة ما نبغيه منه.
وما نبغيه هو معرفة قدر المساهمة التي أسهم بها في خدمة علم البديع وتطويره ، وهذه المساهمة ، كما رأينا ، ليس فيها جديد يحسب للرازي ، وكل ما له أنه استخدم في كتابه بعض فنون البديع المعروفة ، وكان مرجعه الأول فيها كتاب «حدائق السحر في دقائق الشعر» للوطواط.
٢ ـ السكاكي :
هو سراج الدين أبو يعقوب يوسف بن محمد السكاكي المتوفى على الراجح سنة ٦٢٦ من الهجرة. ويقال إنه بدأ يشتغل بالعلم ويتفرغ له وهو في نحو الثلاثين من عمره ، ولهذا أكب على علوم الفلسفة والمنطق والفقه وأصوله واللغة والبلاغة يدرسها حتى أتقنها.
وللسكاكي مصنفات كثيرة أهمها كتاب «مفتاح العلوم» الذي قسمه إلى ثلاثة أقسام أساسية : قصر القسم الأول منها على علم الصرف وما يتصل به من الاشتقاق بأنواعه ، كما جعل القسم الثاني منه لعلم النحو أما القسم الثالث فخص به علم المعاني وعلم البيان ، وملحقاتهما من البلاغة والفصاحة ، والمحسنات البديعية اللفظية والمعنوية.