يسوّمها ترعيّة ذو عباءة |
|
لما بين نقب والحبيس وأقرعا |
وبهذا الموضع قتل أحمد بن حميد فى حرب بابك ، قال الطائىّ فى رثائه :
سقى الحبيس ومحبوسا ببرزخة (١) |
|
من السّمىّ كفيت الودق يطّرد |
وقد وهم أبو بكر الصّولىّ فى تفسير هذا البيت ، فقال : يعنى بالحبيس أخاه ، لأنّه محبوس على الحزن.
حبيش بضمّ أوّله على لفظ التصغير ، وبالشين المعجمة : اسم واد ، قال حميد بن ثور:
حبيشا فسلّان الظباء كأنّما |
|
على برد تلك الهشوم يجودها |
هكذا صحّح الضبط فى هذا البيت. أراد : كأنّما برد يجود تلك الهشوم ، فقلب ، شبّه سرعة بعيره بجود المطر.
وحبيش على مثال هجاء الذي قبله إلّا أنّه مكبّر ، بفتح أوّله وكسر ثانيه : جبل بمكة ، وبه سمّيت الأحابيش حلفاء قريش ، لأنهم تحالفوا تحته لا ينقضون (٢) ما أقام حبيش. وأهل الحديث يقولون «حبشىّ» بضمّ أوّله ، منسوب ، على مثال فعلىّ : موضع على عشرة أميال من مكّة ، به مات عبد الرحمن بن أبى بكر فجأة ؛ وصحّته والله أعلم : حبيش.
حبيناء ممدود بفتح أوّله وكسر ثانيه ، بعده ياء ونون : بلد بالشام ، قال الطائىّ يمدح خالد بن يزيد بن مزيد الشّيبانى :
يقول أناس فى حبيناء عاينوا |
|
عمارة رحلى من طريف وتالد |
هكذا صحّت الرواية فى هذا البيت.
__________________
(١) كذا فى الأصول والديوان. وفى ج : ببرذعة.
(٢) كذا فى الأصول ، ولعل الأصل : لا ينقضون حلفهم أو عهدهم.