بحقل الرّخامى قد عفا طللاهما (١)
هكذا قال أبو نصر ، وأنا أرى أنّ هذا الحقل كان ينبت الرّخامى ، فأضافه إليها ، والحقل : القراح الطيّب من الأرض. ومن أمثالهم : «لا تنبت البقلة ، إلا الحقلة». والرّخامى : نبت من ذكور البقل.
رخّج بضمّ أوله ، وتشديد ثانيه ، بعده جيم : كورة من كور فارس ، وأصله بالفارسية رخّذ (٢) ، فعرّب.
رخمان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلان : موضع فى ديار هذيل ، وهو الموضع الذي قتل فيه تأبّط شرّا ؛ قالت أخته ترثيه :
فثابت (٣) بن جابر بن سفيان |
|
نعم الفتى غادرته برخمان |
وقال أبو عبيدة : رخمان : غار ألقته فيه هذيل ؛ قال مرّة بن خليف (٤) الفهمىّ يرثيه:
إنّ العزيمة والعزّاء قد ثويا |
|
أكفان ميت ثوى فى غار رخمان |
__________________
(١) لفق البكرى هذا الشطر من شطريه فى بيتين للشماخ وهما :
١ ـ أمن دمنتين عرّج الرّكب فيهما |
|
بحقل الرّخامى قد أنى لبلاهما |
٢ ـ أقاما لليلى والرّباب وزالتا |
|
بذات السّلام قد عفا طللاهما |
(٢) قال فى اللسان إنه تعريب رخد (بالدال). وقال ياقوت : تعريب رخو (بخاء مشددة وآخره واو). وفى تاج العروس ضبطه بوزن زفر ، وقال إن تشديد الخاء فى الشعر ضرورة.
(٣) فى ح ، ق : «بثابت». وفى معجم البلدان : «من ثابت» وأخر هذا البيت عن الذي بعده ، ونسب الرجز لأم تأبط شرا. وفيه «غادرتم» فى مكان : «غادرته».
(٤) فى معجم الشعراء للمرزبانى : مرة بن خليف الفهمى : جاهلى قديم. وفى ج : «مرة ابن خلف». وفى ز ، ق : «مرة بن خليفة».