الظّفرىّ ، هكذا يقول السّكّرى ، وأبو علىّ القالىّ يرويه المعترض بن حنو (١) ، والصحيح رواية السّكّرى ، لقول عبد مناف بن ربع :
تركنا ابن حنواء الجعور مجدّلا |
|
لدى نفر رءوسهم كالفياشل |
فخرج المعترض يغزو (٢) بنى قرد من هذيل ، وفى بنى سليم رجل من أنفسهم ، كان دليل القوم على أخواله من هذيل ، وأمّه امرأة من بنى جريب (٣) بن سعد ، واسمه دبيّة ، فوجد (٤) بنى قرد بأنف وبنو سليم يومئذ مئتا رجل ، فلمّا جاء دبيّة بنى قرد قالوا له : أى ابن أختنا ، أتخشى علينا (٥) من قومك مخشى؟ قال : لا ، فصدّقوه واطعموه (٦) ، وتحدّثوا معه هويّا من الليل. ثم قام كلّ رجل منهم إلى بيته ، وأحدهم قد أوجس منه خيفة ، فرمقه ، حتى إذا هدأ أهل الدار ، فلم يسمع ركز أحد ، لم ير إلّا إيّاه قد انسلّ من تحت لحاف أصحابه ، فحذر بنى قرد لذلك ، فقعد كلّ رجل منهم فى جوف بيته ، آخذا بقائم سيفه ، أو عجس قوسه ، وحدّث دبيّة أصحابه بمكان الدارين ، فقدموا مئة نحو الدار العليا ، وتواعدوا لطلوع القمر ، وهى ليلة خمس وعشرين من الشهر ، والدار فى صفح الجبل ، فبدا القمر للأسفلين قبل الأعلين فأغار الذين بدا لهم القمر ، فقتلوا رجلا من بنى قرد ، فخرجوا من بيوتهم ، فشدّوا عليهم ، فهزموهم ، فلم يرع الأعلين إلّا بنو قرد يطردون أصحابهم بالسيوف ، فزعموا أنّه لم ينج منهم
__________________
(١) فى ج : «جبر» ، وهو تصحيف.
(٢) فى ج : «يريد غزو».
(٣) كذا فى هامش س ، وفى ج. وفى س ، ق : «حريث».
(٤) فى ج ، ق : «فوجدوا».
(٥) كذا فى هامش س وفى ق. وفى س ، ج «عليك».
(٦) فى س : «وأطمعوه».