الأحفار بفتح أوّله ، وبالفاء أخت القاف ، والراء المهملة ، على وزن أفعال : موضع فى بلاد بنى تغلب ، قال الأخطل :
تغيّر الرّسم من سلمى بأحفار |
|
وأقفرت من سليمى دمنة الدار |
الأحقاف التى كانت منازل عاد ، اختلف فيها ، فقيل : هو جبل بالشام ، عن الضّحّاك. وقال مجاهد : الأحقاف حشاف من حسمى ؛ هكذا رواه الحربى عنه ؛ والحشاف : الحجارة فى الموضع السهل. وروى أبو عبيد الهروىّ عن الأزهرىّ أنه قال : الأحقاف منازل عاد ، رمال مستطيلة بشحر عمان ، ويقال للرمل إذا عظم واستدار : حقف ؛ وقيل إذا أشرف واعوجّ قال الهمدانى : الأحقاف بحضر موت.
قال : وروى ابن الكلبى عن رجاله ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنّا عند على بن أبى طالب رضى الله عنه فى خلافة عمر ، فسأل رجلا عن حضرموت ، فقال أعالم أنت بحضر موت؟ قال : إذا جهلتها فما أعلم غيرها. قال : أتعرف موضع الأحقاف؟ قال : كأنّك تسأل عن قبر هود. قال : نعم. قال : خرجت وأنا غلام فى أغيلمة من الحىّ ، نريد أن نأتى قبره ، لبعد صيته ، فسرنا (١) فى وادى الأحقاف أيّاما ، وفينا من قد عرف الموضع ، حتّى انتهينا إلى كثيب أحمر ، فيه كهوف ، فانتهى بنا ذلك الرجل إلى كهف منها ، فدخلناه ، فأمعنّا فيه ، فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما فوق الآخر ، وفيه خلل يدخل منه (٢) [الرجل](٣) النحيف متجانفا ، فرأيت رجلا على
__________________
(١) كذا فى س ، ق ومعجم البلدان. وفى ج : «فصرنا».
(٢) كذا فى ق ومعجم البلدان. وفى س ، ج : «منها».
(٣) ما بين القوسين زيادة عن معجم البلدان.