ورد ، زاد القاضي حسين : اللهم رب هذه الأجساد البالية والعظام النّخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة ، أدخل عليها روحا منك وسلاما مني ، اللهم برد مضاجعهم عليهم واغفر لهم. ثم يزور قبور السّلف الظاهرة بالبقيع ، كقبر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعثمان والعباس والحسن بن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وغيرهم ، رضي تعالى عنهم ، ويختم بصفية عمة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، انتهى.
وقال العلامة فضل الدين بن القاضي نصير الدين الغوري : وإذا أراد زيارة البقيع يخرج من باب البلد ، ويأتي قبة العباس بن عبد المطلب والحسن بن علي رضي الله تعالى عنهم ، وذكر بعده إتيان بقية القبور ، ثم قال : ثم يختم زيارة البقيع بالسلام على صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.
فاقتضى سياقه البداءة بسيدنا العباس ومن عنده من الحسن وغيره رضي الله تعالى عنهم ، ولعله لكون مشهدهم أول المشاهد التي يلقاها الخارج من البلد ، فإنه يكون على يمينه ، فمجاوزتهم من غير سلام عليهم جفوة ، فإذا سلك تلك الطريق سلم على من يمر به بعدهم ، فيكون مروره على صفية رضي الله تعالى عنها في رجوعه فيختم بها.
وقال البرهان بن فرحون : أول المشاهد وأولاها بالتقديم مشهد سيدنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان ؛ لأنه أفضل الناس بعد أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهم ، قال : واختار بعضهم البداءة بقبر إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، انتهى.
فتلخّص فيمن يبدأ به ثلاثة آراء ، وسبق أن مشهد سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق غربي مشهد العباس ، إلا أنه صار داخل سور المدينة ، ومشاهد البقيع كلها خارج السور ، فليختم الزائر به إذا رجع ، ويذهب إلى زيارة مشهد سيدنا مالك بن سنان ومشهد النفس الزكية فإنهما ليسا بالبقيع كما سبق.
ومنها : أنه يستحب أن يأتي قبور الشهداء بأحد ، قال النووي وغيره : وأفضلها يوم الخميس.
قلت : ولم يظهر لي وجه تخصيصه ، ثم رأيت الغزالي في الإحياء في زيارة القبور قال : كان محمد بن واسع يزور يوم الجمعة ، فقيل له : لو أخرت إلى يوم الإثنين ، فقال : بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده ، انتهى. فلما كان المطلوب في يوم الجمعة التبكير للجمعة وقبور الشهداء بعيدة ، والمطلوب في يوم السبت الذهاب لمسجد قباء كما سيأتي ، فاختص الخميس بذلك ، ويبدأ بحمزة عم رسول الله