لضرورة ، أو مصلحة راجحة ، فليغتنم ذلك ، وكلما دخله فليجدد نية الاعتكاف ، ولله در القائل:
تمتع إن ظفرت بنيل قرب |
|
وحصّل ما استطعت من ادخار |
قال ابن عساكر : وليحرص على المبيت في المسجد ولو ليلة يحييها بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والتضرّع إلى الله تعالى والحمد والشكر على ما أعطاه ، وعلى أن يختم القرآن العزيز في المسجد لأثر فيه ، اه.
وقال أبو مخلد : كانوا يحبون لمن أتى المساجد الثلاثة أن يختم فيها القرآن قبل أن يخرج : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ومسجد بيت المقدس ، وأخرجه سعيد بن منصور.
ومنها : أن لا يستدبر القبر المقدس في صلاة ولا في غيرها من الأحوال ، ويلتزم الآداب شريعة وحقيقة في الأقوال والأفعال.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : وإذا أردت صلاة فلا تجعل حجرته صلى الله تعالى عليه وسلم وراء ظهرك ، ولا بين يديك ، قال : والأدب معه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد وفاته مثله في حياته ، فما كنت صانعه في حياته فاصنعه بعد وفاته : من احترامه ، والإطراق بين يديه ، وترك الخصام ، وترك الخوض فيما لا ينبغي أن يخوض فيه في مجلسه ، فإن أبيت فانصرافك خير من بقائك.
ومنها : أن يجتنب ما يفعله جهلة العوام من التقرب بأكل التمر الصيحاني في المسجد وإلقاء النوى به.
قال النووي وغيره : من جهالات العمة وبدعتهم تقر بهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الكريمة ، وقطعهم شعورهم ، ورميها في القنديل الكبير ، وهذا من المنكرات المستشنعة.
ومنها : إدامة النظر إلى الحجرة الشريفة ؛ فإنه عبادة قياسا على الكعبة المعظمة كما قاله المجد ، قال : فينبغي لمن كان بالمدينة إدامة ذلك إذا كان في المسجد : وإدامة النظر إلى القبة الشريفة إذا كان خارجا مع المهابة والحضور.
ومنها : ما قاله النووي أنه يستحب الخروج كل يوم إلى البقيع ، ويكون ذلك بعد السلام على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فإذا انتهى إلى البقيع قال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم ، هذا محصل ما