الطبراني أيضا مع تسمية المبهم ، ولفظه : عن شرحبيل بن سعيد قال : أخذت نهسا ـ يعني طائرا ـ بالأسواف ، فأخذه مني زيد بن ثابت فأرسله ، وقال : أما علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرم ما بين لابتيها. وفي رواية له «أتانا زيد بن ثابت ونحن في حائط لنا ، ومعنا فخاخ ننصب بها ، فصاح وطردنا ، وقال : ألم تعلموا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرم صيدها. ورواه أحمد أيضا ـ وكذا الشافعي في حرملة ـ عن شرحبيل بن سعد ، وقد وثّقه ابن حبان وضعفه غيره ، ولفظه : دخل علينا زيد بن ثابت حائطا ونحن غلمان ننصب فخاخا للطير ، فطردنا وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرم صيدها». ورواه ابن زبالة بلفظ : كنت مع بني زيد بن ثابت بالأسواف ، فأخذوا نهسا ، فاستفتح زيد بن ثابت وهو في أيديهم ، فدفعوه في يدي وفروا ، فدخل زيد ، فأخذه من يدي فأرسله ، ثم لطم في قفاي وقال : لا أم لك ، ألم تعلم ، وذكر الحديث المتقدم. وروى الطبراني عن حاجب مولى زيد بن ثابت قال : دخل علي زيد بن ثابت وأنا بالأسواف قد اصطدت نهسا ، فأخذ بأذني من قفاي وقال : تصيد هاهنا وقد حرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بين لابتيها؟
والنّهس ، كصرد : طائر يشبهه وليس بالصرد ، وقيل : إنه اليمام.
وفي الكبير للطبراني برجال ثقات عن عبد الله بن عباد الزرقي ـ قال الهيثمي : ولم أجد من ترجمه ـ قال : كنت أصيد العصافير في بئر أهاب ، وكانت لهم ، قال : فرآني عبادة بن الصامت وقد أخذت العصفور ، فينزعه مني فيرسله ، ويقول : أي بني ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة.
وروى ابن زبالة ومن طريقه البزار عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : اصطدت طيرا بالقنبلة (١) ، فلقيني أبي عبد الرحمن ، فعرك أذني ، ثم أخذه مني فأرسله ، وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرم صيد ما بين لابتيها.
وفي أبي داود عن مولى لسعد ، أن سعدا وجد عبيدا من عبيد المدينة يقطعون شجرا من شجر المدينة ، قال : فأخذ متاعهم ، وقال يعني لمواليهم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ينهى أن يقطع من شجر المدينة شيء ، وقال : من قطع شيئا فلمن أخذه سلبه» ورواه مسلم عن إسماعيل بن محمد بن عامر بن سعد ، ولفظه : أن سعدا ركب إلى قصره بالعقيق ، فوجد عبدا يقطع شجرا ، أو يخبطه ، فسلبه ، فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه أن يرد على غلامهم ـ أو عليهم ـ ما أخذ من غلامهم ، فقال : «معاذ الله أن أرد شيئا نفلنيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم» ورواه المفضل الجندي عنه ، ولفظه : أن سعدا ركب إلى قصر له بالعقيق ، فوجد عبدا يقطع شجرة ، فأخذ سلبه ، وذكره بنحوه. ورواه أيضا عن عبد الله بن عمر ، ولفظه : أن
__________________
(١) القنبلة : مصيدة يصاد بها أبو براقش.