كانوا فيه من أهل اليمن يقال لهم بنو ناغضة ، فانتقلوا إلى الشعب الذي تحت مسجد الفتح ، فآثارهم هناك ، واشترت بنو حرام غلاما روميّا من أعطياتهم ، وكان ينقل الحجارة من الحرة وينقشها ، فبنوا مسجدهم الذي في الشعب وسقفوه بخشب وجريد ، وكان عمر بن عبد العزيز زاد فيه مدماكين من أعلاه ، وطابق سقفه ، وجعل فيه ذيت مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قلت : وآثار خرز أساطينه وما تكسر منها موجود اليوم فيه ، يعرف محله بالشعب المذكور.
وقد روى المجد في فضل المساجد الخبر المتقدم ، إلا أنه قال : وجعل فيه ذيت مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : والذيت الساج الذي يظهر على الحائط ، انتهى. ولم يضبطه غير أنه بالذال في كتابه ، والذي في كتاب ابن زبالة ويحيى ما قدمناه ، والله أعلم.
ونزل بنو بياضة وزريق ابنا عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر ، وبنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب ، وبنو عذارة وهم بنو كعب بن مالك بن غضب ، وبنو الليل وهم بنو عامر بن مالك بن غضب ، وبنو أجدع وهم بنو معاوية بن مالك بن غضب دار بني بياضة. قال المطري : فيما بين دار بني سالم بن عوف بن الخزرج التي عند مسجد الجمعة إلى وادي بطحان قبلي دار بني مازن بن النجار.
قلت : الذي يترجح عندي أن دارهم كانت في شامي دار بني سالم بن عوف وقبلي دار بني مازن ، ممتدة في الحرة الغربية ، حتى إن في كلام ابن زبالة ما يقتضي أن بعض منازلهم تمتد إلى منازل بني ساعدة لما سنذكره.
وابتنوا بدارهم الآطام ، وروى ابن زبالة أنه كان بدارهم تسعة عشر أطما ، وأن الذي أحصاه لبني أمية بن عامر بن بياضة خاصة ثلاثة عشر أطما : منها أطم أسود في يماني أرض فراس بن ميسرة ، كان في الحرة ، ومنها «عقرب» كان في شامي المزرعة المسماة بالرحابة في الحرة على الفقارة ، ومنها «سويد» كان في شامي الحائط الذي يقال له الحماضة ، ولصاحبه كانت الحماضة ، وسيأتي ذكر الحماضة في منازل بني ساعدة ، لكن يبعد أن يكون هي المراد هنا ، ومنها «اللواء» كان موضعه في حد السرارة بينه وبين زاوية الجدار الشامي الذي يحيط على الحماضة عشرون ذراعا ، ومنها أطم كان في السرارة ، والسرارة : ما بين أرض ابن أبي قليع إلى منتهى الحماضة ، وما بين الأطم الذي يقال له