أمر السلطان محمود ، عماد الدين زنكي بالمسير من واسط إلى بغداد لنجدته فجمع عماد الدين عسكرا كبيرا ، وسار به في البر والماء قاصدا بغداد ، فلما وصل بغداد وشاهد الخليفة قوة العسكر أدرك أن لا قبل له بمقاومة السلاجقة ، فاضطر إلى قبول دعوة السلطان في الصلح (١) وأقام السلطان ببغداد إلى ١٢ ربيع الآخر سنة ٥٢١ ه / ٢٨ نيسان ١١٢٧ م ثم عاد إلى همذان (٢).
انتهز دبيس بن صدقة فرصة النزاع القائم بين أبناء البيت السلجوقي على السلطة بعد وفاة السلطان محمود ، واضطراب الأوضاع السياسية في العراق من جراء هذا النزاع (٣) فسار في سنة ٥٢٦ ه / ١١٣١ م على رأس جيش إلى واسط ، واستولى عليها دون مقاومة وأقام بها (٤) ، وقد انضم إليه عسكر واسط وجماعة من الأمراء ، وابن أبي الجبر صاحب البطيحة (٥).
ولما بلغت أنباء دبيس إلى الخليفة المسترشد بالله أرسل في سنة ٥٢٧ ه / ١١٣٢ م برنقش بازدار ، وإقبال المسترشدي على رأس جيش إلى واسط
__________________
(١) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٣٨. الباهر في الدولة الأتابكية ، ٢٨. ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٣. البنداري ، تاريخ الدولة آل سلجوق ، ١٥٢. أبو شامة ، الروضتين ، ١ / ٧٤. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٩٦. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ٢٠ ، ورقة ٨٥٦.
(٢) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٥. ويذكر ابن الأثير أنه أقام حتى ١٤ ربيع الآخر. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٣٨. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٩٦. ويذكر العيني أنه أقام حتى ١٠ ربيع الآخر. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ٢٠ ، ورقة ٨٥٧.
(٣) انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٢٥ ـ ٢٧. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٧٤ ـ ٦٧٩.
(٤) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٣٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٧٩. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ١ ، ج ٢١ ، ورقة ٤١.
(٥) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٧٩. ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٣٠. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ١ ، ج ٢١ ، ورقة ٤١.