نحو الموصل ، فدخل توزون بغداد بدون مقاومة (١).
لم يتردد البريدي في اغتنام هذه الفرصة لقصد واسط ، فلما علم بمسير توزون إلى بغداد ، توجه على رأس جيش نحو واسط ودخلها في ٢٧ رمضان سنة ٣٣١ ه / ٤ حزيران ٩٤٢ م «ونهب وأحرق واحتوى على الغلات وأخذ جميعها» (٢).
وهكذا صح ما توقعه توزون من تنبئه بتفكير أبي عبد الله البريدي بالاستيلاء على واسط بعد أن يغادرها إلى بغداد (٣).
ويظهر أن كيغلغ قائد الجيش بواسط قاوم قوات البريديين ، ولكن بعد أن باءت مقاومته بالفشل سلمهم البلد ، يقول مسكويه بهذا الصدد ، «وقد كان كيغلغ لما استخلفه توزون بواسط أمره بقتال أبي الحسين البريدي فعجز عنه فأصعد إلى بغداد» (٤) ، وفي اعتقادنا أن جيش واسط لم يكن من القوة بحيث يستطيع الوقوف بوجه البريديين.
إن الظروف المحيطة بتوزون في بغداد حالت دون تمكنه من السير بسرعة إلى واسط واسترجاعها (٥). فلما استقر له الأمر في بغداد خرج على رأس جيش وقصد واسط. فلما علم البريدي بمسيره إلى واسط رحل عنها وقصد البصرة (٦). أقام توزون بواسط ثم جهز جيشا كبيرا أسند قيادته إلى
__________________
(١) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٤٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٩٨. أما الصولي فقد ذكر أن الخليفة هو الذي استدعى توزون وألح عليه بالمسير إلى بغداد عندما كان بواسط يجمع الأموال حيث كتب إليه قائلا : «دع كل شيء وصر إليّ ، ولعن الله المال». الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ٢٨١.
(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٤٤. الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ٢٤٣. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٣٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٩٩.
(٣) انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٤٤.
(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٤٤.
(٥) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٤٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٩٩.
(٦) الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ٢٤٣. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٤٥. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٩٩.