ونجد ما يشير إلى البيّع بواسط (١) ويبدو أن هؤلاء كانوا يتولون البياعة والتوسط في الخانات (٢) بين البائعين والمشترين من التجار للأمتعة (٣).
ومع أنه لم ترد معلومات عن موارد الباعة والسماسرة بواسط ، إلا أنه يمكن القول إن حالتهم المعاشية كانت ـ بلا شك ـ أحسن من بقية فئات العامة الأخرى نظرا لما يحصلون عليه من أرباح من جراء مبيعاتهم.
وقد برز من بين هؤلاء عدد من القراء والمحدثين والفقهاء الذين أسهموا في الحياة الفكرية بواسط (٤) ، ومن المحتمل جدا أن سوق الوراقين كان قد أسهم في الحياة العلمية أيضا ، إلا أن المصادر أمسكت عن الإشارة إلى ذلك.
٤ ـ فئة الزّراع والفلاحين : وهؤلاء هم سكان القرى التي كانت في منطقة واسط ، وبما أن هذه المنطقة كانت من أهم المناطق الزراعية في العراق ـ كما ذكرنا سابقا ـ فلا بدّ أن أعدادهم كانت كبيرة.
ذكرنا من قبل أنه عندما سيطر البويهيون على العراق سنة ٣٣٤ ه / ٩٤٥ م منحوا جندهم من الأتراك والديلم أراضي وقرى في منطقة واسط ليأخذوا عطاءهم من واردها ، فأقاموا هناك وتصرفوا وكأن الأرض هي
__________________
(١) المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١٢٩. سؤالات السلفي ، ٧ ، ٢٦ ، ٢٨. ابن الشعار ، عقود الجمان (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٨١.
(٢) عن خانات التجار بواسط انظر : ناهدة النعيمي ، مقامات الحريري المصورة ، م ١ ، ص ٤٥. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٢ ، ج ٢٠ ، ورقة ٣١٣.
(٣) السمعاني ، الأنساب ، ٢ / ٤٠٠.
(٤) انظر : السلفي ، معجم السفر ، ١٢٢ ، ١٢٦ ، ٢١٢. سؤالات السلفي ، ٧ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٦١ ، ٦٦ ـ ٦٨ ، ٨٠. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٢ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٩. ابن نقطة ، إكمال الإكمال ، (مخطوطة) ورقة ٢٠٥ ب ، ٢٠٦ أ ، ٢١٥ أ.