قال
السيّد حسن الصدر :
وذلك من جهة أنّ المتن إذا ورد فلا بدّ له من طريق موصل إلى قائله ، فهذا الطريق له اعتباران :
فباعتبار
كونه سنداً ومعتمداً ـ في الصحّة والضعف مثلاً يسمّى سنداً .
وباعتبار
تضمّنه رفع الحديث إلى قائله يسمّى إسناداً .
ومعنى
( رفعه ) هو نسبته إلى قائله ، قال الطيبي : السند إخبار عن طريق المتن ، والإسناد رفع الحديث وإيصاله إلى قائله .
والظاهر
أنّ المراد هو نسبته مسنداً أي بسند متّصل إلى قائله ، كما يقال في الحديث المتّصل السند إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنّه حديث مرفوع ، مقابل المرسل والمقطوع والموقوف .
المُسْنَد
:
هو
لغةً : إمّا إسم مفعول من أَسْنَدَ ، مثل أكرم إكراماً فهو مُكرِم وذاك مُكرَمٌ ، أو اسم آلة .
قال
ابن منظور : وكل شيءٍ أَسندتَ إليه شيئاً فهو مُسْنَدٌ ، وما يستند إليه يسمّى ( مُسنداً ) و ( مِسنداً ) وجمعه ( المساند ) .
وهو
اصطلاحاً : يُطلق على قسم من الحديث ، وعلى بعض الكتب :
أمّا
المُسْنَدُ من الحديث :
فهو
ما اتّصل إسناده ، حتى يُسند إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، ويقابله : المُرْسَل والمنقطِع ، وهو ما لم يتّصل .
قال
الخطيب البغدادي :
وصفُهم الحديث بأنه « مسند » يريدون أنّ إسناده متّصل بين راويه وبين من أسند عنه ، إلّا أنّ أكثر استعمالهم هذه العبارة
هو فيما أسند عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) واتّصال الإسناد فيه أَن يكون
كل واحد من رواته سمعه ممَّن فوقه حتى ينتهي ذلك إلى آخره ، وإنْ لم يُبيّن فيه
السماع بل اقتصر على العنعنة .
وقال
السيد حسن الصدر :
إن علمت سلسلته بأَجمعها ولم يسقط منها أَحد من الرواة بأن يكون كل واحداً أخذه ممن هو فوقه حتى وصل إلى منتهاه : فمسندٌ ، و