كذلك منقورة في الجبل ولا يزال أثر الزبر في الجبل ظاهرة والزبر هي آلة النقر من الحديد.
وبالقرب من ظفار سدود حمير التي أشار إليها الملك الحميري بقوله :
وريدان قصري في ظفار ومنزلي |
|
بنينا به للملك تختا ومعقلا |
وفي الربوة الخضراء من أرض يحصب |
|
ثمانون سدا تقذف الماء سايلا |
وأكثرها باق على أصله غير أن مخازن الماء قد تراكم فيها التراب الذي تجحفه المياه في طريقها وصار السد مزرعة ، ومنها ما بقي منه بقية يخزن الماء من زمن المطر إلى زمن الصحو ثم يفتح له المنفذ ويعرف عند أهل البلاد بالمنذاة فيخرج الماء الى الأرض السفلى من السد فيسقيها ثم إذا يبس محل الماء من السد زرع أيضا على ما في أرضه من الري فيأتي بثمرة نافعة.
قال في معجم البلدان : ظفار في الإقليم الأول وطولها ٧٨ درجة وعرضها ١٥ درجة بفتح أوله والبناء على الكسر بمنزلة قطام وحذام ، وقد أعربه قوم وهو بمعنى أظفر أو معدول عن ظافر وهي مدينة في موضعين أحدهما قرب صنعاء ، وبها كان مسكن ملوك حمير وفيها قيل «من دخل ظفار حمّر» قال الأصمعي : دخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير وهو على سطح له مشرف فقال له الملك : ثب فوثب فتكسر فقال الملك : ليس عندنا عربيت من دخل ظفار حمر ؛ قوله ثب أي اقعد بلغة حمير ، وقوله عربيت يريد العربية فوقف على الهاء بالتاء وهي لغة حمير أيضا في الوقف.
ووجد على أركان سور ظفار مكتوبا : ـ
لمن ملك ظفار |
|
لحمير الأخيار |
لمن ملك ظفار |
|
للحبشة الأشرار |
لمن ملك ظفار |
|
لفارس الأحرار |
لمن ملك ظفار |
|
لحمير ستحار |
أي يرجع الى اليمن ، وقد قال بعضهم إن ظفار هي صنعاء نفسها ، ولعل هذا كان قديما ، وأما ظفار المشهورة اليوم فليست إلا مدينة على ساحل بحر الهند بينها وبين مرباط خمسة فراسخ وهي من أعمال الشحر